أنيسة الشريف مكي

ومَنْ سوى اللهِ نأوي تحتَ سدرَتهِ

لا تَشْكُ للناس جُرْحًا أَنْتَ صَاحِبُهُ

لا يُؤْلِمُ الجَرْحُ إلا مَن بِهِ ألم

شَكْوَاكَ لِلنَّاسِ يا ابنَ النَّاس منْقصَةٌ

ومَن مِنَ النَّاسِ صَاحِ مَا بِهِ سَقَمُ

ومنْ سوى اللهِ.. نأوي تحتَ سدرَتهِ

ونِعْم بالله، تمر بالإنسان ظروفٌ صعبة، نحمد الله «سبحانه وتعالى» عليها، وهي أجر إن شاء الله للمحتسب الصابر، وما البلاء إلا امتحان من الله لعباده الصابرين.

لا أحد يستطيع تقدير حجم الألم الذي يُحدثه ذلك الجُرح داخل أعماق الإنسان، خاصة عندما يُصاب فجأة أقرب الناس إليه، كالأخت مثلًا شقيقة الروح رفيقة الحياة طفولة وشبابًا.

وقْعُ ذلك الألم ثقيل جدًّا على النفس التي لا تقوى على تحمُّل المصاب إلا بالاستعانة بالله «سبحانه وتعالى»، والصبر والإيمان برحمته، وبأن مع كل عسر يسرًا.

الله وحده يعلم حجمه وأثره، ومتى يرفعه عن المبتلَى المأجور، وما يخفف ذلك الألم بالدرجة الأولى سوى الصبر والإيمان بالقدر، والثقة الكبيرة بالله بأن يرفعه.

«ما يصيب المسلم من نَصب ولا وَصب ولا هَمٍّ ولا حزن ولا أذى ولا غَمّ، حتى الشوكة يُشاكها، إلا كفَّر الله بها من خطاياه»، عليك أفضل الصلاة والسلام يا رسول الله.

إصابة أحد أفراد العائلة بمرض يؤثر سلبًا على نمط حياة العائلة، ويجعلها في حالة استنفار إلى حين شفائه، فكيف الحال إذا كان المرض جلطة في الدماغ، وفقْدًا للوعي الذي لا يُعرف متى يعود. الأمل في الله كبير، وليس بعسير عليه «جلَّت قدرته».

مشاعر متضاربة، تعب وهدوء وصبر، وخوف وسلام، ورضا بأمر الله «سبحانه»، ونِعم بالله.

الواقع الذي نعرفه أن المريض مَن يتألم بشدة، لكن الذي لا نعرفه أن مَن يعايشه لحظة بلحظة، ويومًا بيوم، يتألم أكثر، اللهم لا اعتراض على مشيئتك.

حديثي لنفسي ولغيري.. لماذا نترك الحزن يتغلغل في أعماقنا ونحن مؤمنون برحمة الله التي وسعَت كل شيء؟! فلا للقلق والأرق وإرباك النفس، الألم النفسي الذي لا يقل شدَّة عن الألم الجسدي وربما أشد.. لأنفسنا علينا حق.

فلنقوِّ أرواحنا ونبعث فيها الرجاء ونبتسم!! فلا يأس مع الحياة، ولا حياة مع اليأس، نستطيع منع الشعور بالحزن، وقمعه بإرادتنا القوية؛ لأننا مؤمنون بالفرج، وبأن الفرح والحزن والشفاء والمرض من طبيعة الحياة، فلا يوجد شخص فيها لم يشعر بالحزن يومًا أو يُصاب بمرض ـ ومَن مِنَ النَّاسِ صَاح مَا بِهِ سَقَمُ..؟

اللهم يا مَن شفيت أيوب، وكشفت ضر يعقوب، اشفِ كل مريض يتألم ولا يتكلم، ولا يعلم بحاله إلا أنت، اللهم إني أسألك الشفاء لأختي ولكل روح عجزت عن النوم؛ بسبب المرض، ربِّ أرِح ثم هوِّن، ثم اشفِ كل نفس لا يعلم بوجعها إلا أنت، إنك على كل شيء قدير.. أرجو دعواتكم بالشفاء لأختي، ولا أراكم الله مكروهًا.

aneesa_makki@hotmail.com