محمد حمد الصويغ

أفكار وخواطر

يواجه الخطاب الإسلامي عدة تحديات، لاسيما بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، حيث ألصقت به وبمعتنقي العقيدة الإسلامية السمحة صفة الإرهاب، وهو منها بريء والمتمسكون به بريئون منها تماما، ومن البدهي أن السمة الداعمة لهذه العقيدة الخالدة مواكبتها لكل متغير ومستجد، وهي سمة حولتها منذ أن عرفت إلى صلاحية تطبيق تعاليمها ومبادئها لكل زمان ومكان، وإزاء ذلك فإن مفردات كتاب الله جلت قدرته متوائمة مع مختلف الأحداث الطارئة والمستجدة، وليس أدل على ذلك منذ نشوء الدولة الإسلامية وتشكيلها سريان الأحكام والمناهج التي جاء بها الكتاب الشريف فيما له علاقة بمختلف أوجه حياة المسلمين منذ ذلك الوقت حتى يومنا الحاضر، فهي متوافقة تماما مع الفطرة التي تحث على صلة الأرحام ومكافحة الكذب والابتعاد عن الموبقات وارتكاب الفواحش وغيرها من السلوكيات الخاطئة.

وتلك الأحكام والمناهج انتقلت من محيطها العشائري إلى الناس جميعا، مصداقا لقول رب العزة والجلال في محكم تنزيله الشريف من سورة الشورى «وكذلك أوحينا إليك قرآنا عربيا لتنذر أم القرى ومن حولها»، فالدعوة باتساع دائرتها أدت إلى انتشار الخطاب الإسلامي لتتحول إلى دعوة عالمية محكومة بعوامل الزمان والمكان لإعلاء كلمة الله ونشر مبادئ الحق والعدل بين كافة البشر، فالدعوة الإسلامية من هذا المنطلق تعتمد على الشعور بالمسؤولية وإيقاظ الضمائر، وهما مسلكان يقودان لأداء متطلبات العقيدة من خلال دعوة تقوم على تحكيم وسائل الحوار بالحكمة والموعظة دون تنفير أو عنف، وهذا يعني أن مدلول الخطاب الإسلامي يدعو إلى توحيد صفوف المسلمين وتحقيق أهدافهم المشتركة لمواجهة كافة التحديات التي تبرز بين حين وحين، فالعالم الإسلامي مدعو لتحمل مسؤولياته الجسيمة للوصول إلى أرفع مستويات توحيد الصفوف وتنمية القدرات ونبذ العنف والتطرف وتحقيق القواسم المشتركة وتوسيع دائرتها لمواجهة كافة التحديات والأزمات.

mhsuwaigh98@hotmail.com