أنيسة الشريف مكي

لون القيم الأصيلة وحسن الضيافة، والاتزان والسلام والحكمة، والإنسانيّة، كونه يجمع بين القوة والحكمة والتواضع والنبل والطموح.

له معان جميلة راقية، هذا اللون لون سجاد مراسم استقبال ضيوفنا الكرام وزائري وطننا الحبيب من رؤساء ووزراء وسفراء وممثلي الدول الشقيقة والصديقة.

لون التراث الطبيعي للوطن الغالي، مزيّن بفن السدو الأصيل، يعبر عن الحياة والتنمية الحضارية المتطورة بكل معانيها، وعلى كافة الأصعدة، لون المتميز في الحاضر والمستقبل الباهر بإذن الله.

ربيعنا دائما، بنفسجي اللون، ومتألق بجمال الطبيعة التي نعيشها في اعتزاز وفخر بثقافتنا الأصيلة المُكوِّنة لهويتنا السعودية الخالدة.

لون صحارينا وهضابنا في أجمل صورها، فصل الربيع الذي تزينه أجمل الزهور، وترسم عليه غطاء رائع اللون بنفسجيا عطري النسمات، مزينا بزهور الخزامي، ونباتات العيهلان والريحان، يبعث الفرحة في القلوب والابتسامة في الشفاه، وتحتضن زائري المملكة بقلبها الكبير الذي يحمل كل الترحيب والكرم والجود للضيوف الكرام.

ففي مايو/ أيار الماضي فقط ـ للتذكيرـ اختار الوطن الحبيب وقرر اعتماد اللون البنفسجي لونا لسجاد مراسم استقبال ضيوف الدولة الرسميين.

في خطوة استثنائية في العالم، وفي قرار يعكس حالة التجديد والنمو والنهضة التي تعيشها المملكة العربية السعودية في ظل الرؤية المُلهمة، رؤية السعودية 2030.

حضور بارز لعنصر ثقافي سعودي آخر ظهر في فن حياكة السدو التقليدي الذي يُزيّن أطراف السجاد الجديد، من الحِرف الشعبية الأصيلة في المملكة. أضافت بُعدا ثقافيا إضافيا، زد على ذلك حالةَ النمو والنهضة التي تسابق الريح التي نعيشها بفضل الله ثم بفضل قيادتنا الرشيدة، في ظل رؤية 2030، رؤية الفخر والأمن والأمان والاعتزاز بجذور التاريخ المشرف والهوية والحضارة الأصيلة.

رسائل كثيرة يبعث بها لون السجاد البنفسجي، جميعها تظهر التجديد والنمو والازدهار في كل مكان من ربوع هذا الوطن كما يظهر جوهر ذلك الإنسان السعودي، في هذا الوطن العظيم، فالكرم شيمة من شيمه والجود والعطاء صفتان فطريتان.

لأتحدث قليلا عن تاريخ السجاد الأحمر البساط الرسمي الممتد لاستقبال الملوك والرؤساء، وتطور استخدامه بناء على معلوماتي المتواضعة.

للسجادة الحمراء أصل وتاريخ وقصص تسرد وأسباب لوضع السجادة الحمراء في استقبال الضيوف، فالسجادة الحمراء هي البساط الرسمي لاستقبال الملوك والرؤساء، وتطور استخدامها حتى أصبحت اللون الرسمي للسجاد الذي يوضع في القاعات الكبرى التي يتم بها تكريم الفائزين في المؤتمرات وفي المناسبات الرسمية، وتطور استخدامها أكثر حتى أصبحت الراعي الرسمي لاستقبال الفنانين في المهرجانات السينمائية وأشهرها الأوسكار.

يذكر التاريخ أن البابليون هم أول من استخدموا البساط الأحمر، فقد كان يوضع لاستقبال قادة الحرب والشخصيات، وسر اختيار اللون الأحمر سبب التكلفة العالية لصناعة النسيج حتى يصل للون الأحمر، عكس الألوان الأخرى.

aneesa_makki@