صالح بن حنيتم

Saleh_hunaitem@

في الغالب ينقسم الناس حول الخوف من العين أو الحسد إلى ثلاثة أقسام: قسم ما يبالي لدرجة إنكار أثر العين، وقسم متعايش يؤمنون بأن العين حق ويأخذون بالأسباب عن طريق التحصين، والمعضلة مع القسم الأخير ممن يعيش في رعب خوفا من عيون الناس ويربط كل ما يصيبه من منغصات أو ضيق أو كدر مما تعتبر أمورا طبيعية كجزء من مطبات ومنغصات الحياة بعين (ما صلت) على النبي أو هناك مَن تسبب لهم فيما يجري لأفراد العائلة من خلافات أسرية، ومَن هم على هذه الشاكلة نجد أغلب حياتهم شبه سرية مما يثقل على نفوس الأسرة صعوبة الانفتاح على الآخرين ومشاركتهم أفراحهم وأتراحهم شعارهم (لا أحد يدري!)، أسرد أمثلة مبسطة للتقريب ولا أعتقد أنني بحاجة لذلك لوضوح ما تعيشه بعض الأسر ويعلمه أقاربهم وأصدقاؤهم، شاب طائش لا يكاد يمر أسبوع دون أن يرتكب حادثا مروريا أو مخالفة قطع إشارة أو سرعة، وشاب (معلعل) في صحته بحكم سلوكه الغذائي السيئ من سهر وقلة حركة ووجبات مثقلة بالسعرات الحرارية دون حركة تهضم ما تلبد في الأمعاء، وآخر لم يفلح في الدراسة لأنه كثير الغياب ولا يهتم بواجباته الدراسية، وآخر اهتمامه الدراسة والذهاب للمدرسة كل ما سبق مجرد عينات موجودة في مجتمعنا، وفي غيره من المجتمعات، المشكلة تكمن في تعامل الأسر مع هذه الإخفاقات على أنها عين، فبدل البحث عن جذور كل مشكلة للوصول للمسببات ومن ثم تبدأ رحلة العلاج للوصول إلى حل، المشكلة عند البعض الآخر ممن يخفق في التعامل مع تلك المشاكل السلوكية والصحية والتعليمية بربط كل مشكلته بـ(العين) و(فوبيا) العين والحسد بحد ذاتها مشكلة تحتاج إلى حل!

فهذا الشاب مرتكب الحوادث والمخالفات في نظر عائلته مصاب بعين جعلته متهورا، والآخر به مس أو أصابته نفس جعلته منطويا، والآخر كان نابغة في دراسته ولكن الله يكفينا شر مَن حسده!!

ونتيجة لهذا الخوف المبالغ فيه نجد حرص الجميع من أفراد تلك الأسر المصابة بما يسمى (فوبيا) العين، على البحث عمن يرقيهم وهذا لا بأس به بشرط ألا يكون مشعوذا أو تاجر رقية!! ولهذا نجدهم يكتمون كل خبر جميل كالحمل والولادة والسفر والنجاح.. إلخ خوفا من الحسد... والقسم الآخر على النقيض تماما فلا يوجد لديهم أي خوف أو إيمان بأن العين حق، وهذا ينافي ما ورد في السنة النبوية، فالعين حق، كما قال نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-.

والحل فيمن تملكهم الخوف من العين أن يقوموا بزيارة أقرب عيادة نفسية، ومَن لم يؤمن بالعين زيارة أقرب عيادة دينية إن صح التعبير! أما الصنف الذي أخذ بالأسباب فعليه أن يستمر قي قول (الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم).

فمَن قال إن العين حق -عليه الصلاة والسلام- علمنا بما نحصن به أنفسنا من العين بالمعوذات، وبعض الأدعية نقولها كل صباح وكل مساء لنعيش بسلام دون خوف من عين حاسد وقلب حاقد، وعلمنا أن نقول ما شاء الله تبارك الله عندما نعجب بشيء أو نسمع عنه، لنعيش بسلام، فالحياة ما تخلو من المنغصات فلا نزيدها وسلامتكم!