وليد الأحمد

@woahmed1

من العوامل الرئيسة لفشل المشاريع الصغيرة في قطاع الكوفي شوب والمطاعم هو خلل في دراسة الجدوى، إما بسبب ضعفها أو بسبب اختلاف أرقام الواقع في السوق لظروف خارجية مفاجئة لا يمكن التنبؤ بها، مثل تغيُّر الأنظمة التشريعية أو تغيُّر الظروف المحيطة بموقع المشروع، مثل تأثر حركة الزبائن؛ بسبب أعمال الصيانة أو الإنشاءات في الشارع التجاري للمشروع. عامل رئيس آخر هو ضعف خبرة وإدارة الملاك للمشروع.

قد يفسِّر هذا أن كثيرًا من مشاريع الشباب الصغيرة أو متناهية الصِّغر في قطاع المقاهي والمطاعم تفشل وتغلق أبوابها في السنوات الثلاث الأولى لبدء المشروع. ولهذا فإن معدل نجاح المشاريع الصغيرة يرتفع إذا كان بمشاركة شركة كبيرة عالمية أو محلية لديها سلسلة من المشاريع الناجحة، أو ما يُعرف بنظام الامتياز التجاري «الفرانشايز».

عالميًّا تشير دراسات عرضها بنك التنمية الاجتماعية بأن %90 من المشاريع الجديدة تفشل في المنافسة على عكس المشاريع القائمة على الفرانشايز، والتي تصل نسبة نجاحها إلى 85%، وهو ما دعم التوجه لدى البنك لتمكين أبناء وبنات الوطن للدخول، والبدء بمشاريع لعلامات تجارية ناجحة.

الأرقام المحلية أيضًا تعزز التوجه إلى الفرانشاير الذي صدر قانونه في المملكة عام 2020. فالقيمة السوقية للامتياز التجاري في السعودية «الفرانشايز» 56 مليار ريال. وفي المعرض الدولي للامتياز التجاري في نسخته السادسة في السعودية شاركت أكثر من 115 علامة تجارية عرضت مئات الفرص الاستثمارية وجلسات حوارية وورش عمل وعقد عشرات الاتفاقيات على هامش المعرض.

ومنذ العام 2020، موَّل بنك التنمية الاجتماعية أكثر من 60 شركة ناشئة للدخول في عالم الفرانشايز بأكثر من 70 مليون ريال، ويُعد الفرانشايز من أسرع القطاعات غير النفطية نموًّا في السوق السعودي بمعدل تسارع يبلغ 27%.

تحفيز توجُّه المشاريع الصغيرة بالاعتماد على الفرانشايز لا يجب أن يقتصر على قطاع المقاهي والمطاعم، بل ينسحب على جميع المجالات لتعزيز فرص نجاحها لتكون مستدامة، لاسيما أن التمويل في الفرانشايز الذي تقدمه مؤسسة وطنية مثل بنك التنمية الاجتماعية يشمل التعليم، الترفيه، وصيانة السيارات والملابس.