د. شلاش الضبعان

@shlash2020

هدية بمناسبة تخرج ابنة صديقتي!

هدية بمناسبة مولود قريبتي!

هدية بمناسبة البيت الجديد لفلانة!

هدية بمناسبة توديع صديقة البنت للعزوبية!

هدية بمناسبة زواج صديقة البنت التي ودعت العزوبية!

هذه نماذج لتكاليف تتزايد على البيوت وما لم يُكتب من المناسبات الغريبة والعجيبة كان أعظم، وفيها إرهاق للميزانيات وتكاليف على حساب أمور أكبر وأهم كانت العائلة والمحتاجون حقيقة أولى بها، ولذلك لابد من إعادة النظر في مثل هذه الالتزامات من جانب الزوج والزوجة، وزيادة الوعي أكثر، فليس شرطا أن كل من أهدت لك لابد أن تُهدي لها حتى ولو كانت مناسبتها لا تستحق.

نعم «تهادوا تحابوا» كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والهدية تقرب القلوب وتقوي العلاقات، ولكن هناك مناسبات لا تليق إقامتها فضلا عن أن يُهدى من أجلها، مع ما يتبع هذه الإهداءات من تصوير ومباهاة وإحراج لمن لم يشارك في حفلة الإهداء، فالصور تنشر والرسائل توجه لمن لم تهد، مما يخرج هذه الهدايا من دائرة الأجر والثواب إلى دائرة الرياء والسمعة، والإثم بدلا من الأجر.

إن كنا نريد حياة سوية هانئة، وبركة في الأموال، وثمرة حقيقية للهدية التي تصرف الأموال من أجلها، يجب أن نعيد فرز وتقييم المناسبات التي ندعى لها:

هناك مناسبات يستحسن حضورها والإهداء فيها كالمولود الجديد والبيت الجديد ففي ذلك إعانة وتقارب.

وهناك مناسبات يستحسن حضورها بدون حمل هدايا كاللقاءات الدورية والاجتماعات العائلية.

وهناك مناسبات لا يستحسن حضورها ولا الإهداء فيها كالاحتفالات التي تتوالد يوما بعد يوم تبعية وانقيادا لمجتمعات غير مجتمعاتنا، ويجب على العاقلات ألا تغلب عليهن المجاملة والضعف فيسهمن في دعم مثل هذه الممارسات بالحضور فضلا عن الإهداء.

التكاليف اليوم تتزايد والميزانيات تحتاج لضبط، وخلف كل بيت ناجح بميزانية داعمة امرأة حكيمة، ولذلك نتمنى من كل امرأة، زوجة أو بنتا أن تكون عونا لبيتها وتعيد النظر في مصروفاتها، فما لم يكن ضروريا يجب التوقف عنه فورا، أما اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب، فالعقلاء والعاقلات يعلمون بعدم منطقيته.

حافظوا على بيوتكم! حافظوا على حياتكم!