علي بطيح العمري

@alomary2008

بالتأكيد إنكم مثلي وأنا لست الوحيد الذي يتلقى رسائل ومقاطع وصوتيات، ويقولون هذه لفلان الشاعر، واسمعوا ما قال الشاعر علان.. وما هم بشعراء وما علموا الشعر وما ينبغي لهم.. لكنها موجة ركبوها!

ما يقوله أشباه الشعراء ليس شعرا، بل مجرد سالفة عادية يلحنونها ويتغنون بها لا أقل ولا أكثر.. أما الشعر فقد عرفه اللغويون بأنه كلام بليغ موزون، دال على معنى.

فمن سول لهذا (المتشيعر) أنه شاعر، ومن ضحك عليه وصفق له وأوهمه أن ما يقوله شعر؟!

السبب يعود إلى التطبيل ولولا المطبلين ما ظهر هؤلاء.. فالتطبيل يعمي عن إبصار الصح، ويورد المهالك، فهؤلاء وأسميهم أشباه الشعراء هم ضحايا التطبيل وفريسة لبريق النشر السريع، والنشر وحده مغر على اقتحام كل حاجز.

التسليك والتطبيل من القضايا الشبابية وخطرها كبير على من يسلك ويطبل له، إذ يولد لديه الغرور، وربما تعامى عن الحق وتصامم عن النصائح التي تنهال عليه، وتجرأ على كسر المكانة الاجتماعية، فالعقلاء لا يقبلون بهماجة الكبير، ولا بخفة من ظنوه عاقلا.

لا أحد يظن ولو لمرة أني ضد المواهب.. لكن ما نراه ليس موهبة بل هو تهريج لا طائل من ورائه.. الشعر موهبة تتأتى بالتدرب، ومجالسة الشعراء وقراءة وسماع نصوصهم، ومن وجد في نفسه القدرة فليكتب وليقل ثم يعرض ما قال على شاعر متمكن ليرى رأيه ويقف عند نقده لا أن يهذي بمقاطع ويتسمر في وسائل التواصل بهذا الهذيان.

كنت أحسب أن التسليك والتطبيل ظاهرة معاصرة حتى قرأت في التاريخ أن الخليفة المتوكل رمى عصفورا فلم يصده، فقال الوزير: أحسنت!! فقال الخليفة: أتهزأ بي؟!! فقال الوزير: لقد أحسنت إلى العصفور يا مولاي!!

يقال إنها أول «تسليكة» في التاريخ، وبعدها استمر «التسليك» وتكاثر المطبلون في زماننا!!

ولمن لا يعرف التسليك فهو مصطلح معناه أن تعطي المتحدث جوه وتمشي له ما يريد وتحسسه أنك مهتم بما يفعل فيما أنت لست معه ولا تؤيده!!، والتطبيل هو تعظيم صفات شخص، أو المبالغة بمدح أفعال معينة والسكوت عن التقصير.

خلاصة الكلام.. اللوم الأشد في ظاهرة تكاثر أدعياء الشعر يقع على المطبلين، وأما هم فضحايا تطبيل!

* قفلة..

قال أبو البندري غفر الله له:

إن كان هناك شاعر يستحق أن تسمعه، فهناك شاعر يستحق أن تصفعه!