فهد الخالدي

@Fahad_otaish

«العيال كبرت» مسرحية كوميدية مشهورة من إخراج سمير العصفوري عرضت لأول مرة على المسرح عام 1976 م وهي من بطولة سعيد صالح وأحمد زكي ويونس شلبي وحسن مصطفى وكريمة مختار، ومن تأليف سمير خفاجي وبهجت قمر، وملخص القصة أن عائلة رمضان السكري المؤلفة من ثلاثة شباب وابنه وزوجه طيبة طفح بها الكيل، كما أن رب الأسرة رمضان السكري (حسن مصطفى) فقد الأمل في إصلاح أولاده فيقرر الهروب والزواج من امرأة أخرى، وهنا يعلم الابن كمال (أحمد زكي) بخطة والده، ويقوم بإبلاغ إخوته وهم سلطان (سعيد صالح) وعاطف (يونس شلبي) وسحر (نادية شكري) من أجل منعه، فيتفق الأولاد على إصلاح حالهم وإنقاذ العائلة من الضياع بالتوقف عن أعمالهم الصبيانية لكنهم يكتشفون أن إنقاذ العائلة يحتاج إلى جهد أكثر مما أرادوا عمله بكثير.. المسرحية في حينها ومنذ ذلك الوقت ساهمت في نزوع العديد من الشباب والمراهقين إلى تقليد شخصياتهم في ممارساتهم الصبيانية.. نعود للحديث عن المسرحية بمناسبة ما نشر مؤخرا على لسان الفنان المصري الكبير أحمد ماهر والذي يهاجم فيه المسرحية حيث وصفها بأنها كارثة بكل المقاييس، ووصف ما يحدث من إعادة نشرها أنه فساد في الذوق العام، ويتساءل كيف يتم تقديم عمل مسرحي يروج لتطاول الأبناء على والدهم بالسخرية قائلا: إن مثل هذه الأعمال هي سبب لما نحن فيه من تدن في القيم والأخلاق، وربما ينطبق هذا القول على كثير من الأعمال المسرحية مثل مدرسة المشاغبين التي يسخر فيها الطلبة من معلمهم. صحيح أن هجوم أحمد ماهر الناري على مسرحية (العيال كبرت) جاء متأخرا ولكنه يلفت الأنظار إلى ضرورة أن يهتم القائمون على القنوات الإعلامية بمحتوى ما ينشر من الأعمال التي ستؤثر بالتأكيد في سلوك الشباب والمراهقين سواء عند إعادة نشر الأعمال السابقة أو ما يتم إعداده للنشر في الحاضر وفي المستقبل، كما أن القول نفسه يشمل البرامج والحفلات التي يتم إحياؤها بقصد الترويح عن النفس لكي لا تكون سببا في بعض الآثار السلبية على سلوكيات الأفراد حتى لا نجيء لننتقدها بعد 42 عاما كما انتقد أحمد ماهر العيال كبرت، ونوه بتدني القيم والسلوكيات التي تروج لها مثل هذه الأعمال والحكيم من تعلم من خطئه وأخطاء غيره.. نقول ذلك ونحن نعي تماما ونثق أن هناك من يولي هذا الجانب الأهمية التي يستحق، وأن أي عمل يجب أن يخلو مما يسيء للأفراد أو الأسر أو قيم المجتمع، وخاصة المعلمين والآباء والأمهات كما حصل في بعض البلدان المجاورة حيث نشرت مسرحيات ومسلسلات فيها إساءات لشخصية المعلم على سبيل المثال، ولم يكتشف مثل هذا الخطأ إلا بعد نشر المسلسل ثم يضطر القائمون عليها إلى الاعتذار وإيقاف النشر بما يترتب على ذلك من الحرج والخسارات المادية والمعنوية التي كان أصحابها في غنى عنها لو كان الكاتب والمخرج والممثل قد وضعوا في أذهانهم بداية تجنب مثل هذه الممارسات والوعي بأخطارها وسلبياتها.