د. شجاع البقمي

shujaa_albogmi@

يمثّل قرار مجلس الوزراء بإنشاء الهيئة السعودية لتسويق الاستثمار؛ خطوة نوعية وحيوية جديدة لمستقبل فرص الاستثمار وجاذبيتها في المملكة العربية السعودية، يأتي ذلك في الوقت الذي يحظى فيه الاقتصاد السعودي بموثوقية عالية جدا، وفرص نمو هائلة، جعلته الاقتصاد الأكبر نموا في العالم أجمع خلال هذا العام بحسب صندوق النقد الدولي.

بيئة آمنة، واقتصاد قوي وحيوي، ورؤية وطنية طموحة وملهمة، وإصلاحات اقتصادية إيجابية، وفرص استثمارية جاذبة؛ جميعها عوامل قوّة لأي بيئة استثمار، بل إنها مرتكزات رئيسية يبحث عنها كل مستثمر حول العالم يطمح إلى الاستثمار وتعظيم فرص النجاح والنمو.

مما لا شك فيه أن إنشاء الهيئة السعودية لتسويق الاستثمار يهدف إلى تحقيق التكامل بين الجهات الحكومية والارتقاء بجميع الخدمات والأعمال المرتبطة بتسويق الاستثمار والفرص الاستثمارية، ودعم الشراكات بين المستثمرين بما يعزز الاستثمارات المباشرة والنوعية في المملكة.

وستعمل الهيئة السعودية لتسويق الاستثمار على تسويق المملكة بصفتها وجهة جاذبة للاستثمارات إقليميا وعالميا، وإبراز الفرص الاستثمارية في القطاعات كافة، كما ستعمل على تعزيز وتوحيد الجهود المرتبطة بذلك في القطاعين العام والخاص، كما يعد إنشاء هذه الهيئة إحدى مبادرات الإستراتيجية الوطنية للاستثمار، ومن شأنه الإسهام في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 لجذب الاستثمارات المحلية والعالمية وتعزيز تنوع الاقتصاد الوطني.

تتمتع المملكة بموقع جغرافي متفرد يربط بين 3 من أهم قارات العالم (آسيا، أفريقيا، وأوروبا)... هذا الأمر يعزز من مكانة الاقتصاد السعودي الذي بات يتفوق عن غيره من اقتصادات الشرق الأوسط في مقدرته على استقطاب المزيد من الشركات والاستثمارات العالمية لتكون مقرا إقليميا رئيسا لأعمالها وأنشطتها بالمنطقة، فيما يأتي إنشاء الهيئة السعودية لتسويق الاستثمار كخطوة مهمة لاستثمار عناصر الجذب القوية التي يحظى بها الاقتصاد السعودي.

المستثمرون حول العالم وصنّاع القرار طوال السنوات القليلة الماضية يأتون للحدث العالمي المهم «مبادرة مستقبل الاستثمار»، والتي تستضيفها المملكة في كل عام، وعلى منصة واحدة وتحت سقف واحد يناقشون فرص الاستثمار في مختلف القطاعات، ويبحثون التحديات التي تواجه الاقتصاد العالمي، كما أنهم في الوقت ذاته يخرجون بحزم كبرى من الاتفاقيات والشراكات النوعية التي تفتح آفاقا أرحب للاستثمار في قطاعات نوعية وواعدة؛ في اهتمام دولي واسع يدعم فرص نجاح الهيئة السعودية لتسويق الاستثمار.

ختاما.... الهيئة السعودية لتسويق الاستثمار ستكون هي المنصة الأولى لتسويق الاستثمار في المملكة، وعلى عاتقها ستكون مسؤولية رسم ملامح هذا التسويق، وطريقة تنفيذه.. ومن هنا ستكون لدينا فرص تسويق أكبر لاستثمارات حيوية وجاذبة؛ في الاقتصاد الأكبر نموا بين دول العالم، والأكثر موثوقية وحيوية وقوّة.