أدار الندوة: عبدالعزيز العمري، حذيفة القرشي - جدة

بطاقات ذكية وروبوتات لخدمة ضيوف الرحمن

أكدت الجهات المشاركة في حج الموسم الحالي، 1443هـ، أن الخدمات النوعية والجليلة، التي تقدمها المملكة، لضيوف الرحمن، خلال الموسم الحالي، هي امتداد لعنايتها بالحرمين الشريفين، وخدمة قاصديهما، وهي العناية التي بدأت، منذ تأسيس المملكة، على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل آل سعود، -طيب الله ثراه-، وامتدت حتى عصرنا الحاضر، مشيرين إلى أن خطة الموسم الجاري، ارتكزت على 10 محاور رئيسية ترتبط بأهداف رئاسة شؤون الحرمين الإستراتيجية المنطلقة من رؤية المملكة 2030، بما يمكن القاصدين من تهيئة البيئة الإيمانية الخاشعة، وضمان أمنهم وسلامتهم، وإثراء تجربتهم.

واستعرض المشاركون في «ندوة اليوم»، الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، بعد رفع عدد الحجيج إلى مليون حاج من داخل وخارج المملكة، وتناولوا محاور الخطة التشغيلية، «الأكبر بعد جائحة كورونا»، التي اعتمدت بشكل كبير على تسخير التقنيات الحديثة والتطبيقات الذكية والروبوتات الآلية، في إدارة الحشود، وتيسير أداء النسك، وتحقيق العناية الكاملة بقاصدي الحرمين الشريفين، مشيرين إلى نجاح المملكة في اتباع سياسة التدرج لزيادة أعداد حجاج بيت الله الحرام وفق الاشتراطات الصحية لضمان سلامتهم.

18 ألف حافلة لخدمات النقل

بيّن رئيس قسم إدارة المشاريع والتخطيط الإستراتيجي في النقابة العامة للسيارات، م. كمال جوهرجي إن النقابة منذ 75 عاماً، تقدم خدماتها لنقل الحجاج والمعتمرين، عبر الوسائل الحديثة والملائمة للنقل وفق شروط السلامة ومعايير المحافظة على البيئة، وتعمل على وضع الخطط التشغيلية لضبط حركة نقل الحافلات المتعلقة بنقل الحجاج والمعتمرين خلال رحلة الحج والعمرة.

وبيّن أن الجائحة خلال الموسمين الماضيين ساهمت في وضع تصور جديد لتطوير الخدمات، وأهمية استخدام التقنية ومع العودة التدريجية للأعداد المليونية.

وقال إن هناك خطة وضعتها النقابة لحج هذا العام ضمن أسطول لأكثر من 18 ألف حافلة في أنماط تشغيلية مختلفة، تشمل التنقل بين المنافذ وبين المدن، وأيضا النقل الترددي والنقل بين المشاعر، مع تسخير التقنيات منذ عام 1438هـ وفي عام 1440هـ، كما تم إطلاق مركز معلومات النقل الموحد، الذي استعرض العديد من المنتجات للجهات المشاركة.

وأضاف: هناك تعاون، بشكل مباشر، مع الجهات الأمنية لمراقبة التكدسات، بالإضافة إلى تحسين خدمة التتبع، وأصبحت خدمة رسمية لكافة الأنماط التشغيلية، التي توفر كافة المعلومات عن الرحلة وخطط سيرها، كما تم إنشاء غرفة لذكاء الأعمال، التي تستقبل كل معلومات الخدمات التي يضعها مركز معلومات النقل، بما يوفر كل البيانات اللحظية لكل الأنماط التشغيلية والأعطال والبلاغات.

11 فرقة لفحص الماشية

ذكر مدير عام فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بمنطقة مكة المكرمة م. سعيد الغامدي، أن الوزارة تتابع إجراءات الجودة في جميع المرافق والعمليات التابعة لها، كاستقبال السفن المخصصة للإرساليات النباتية أو الحيوانية، إذ يتم الإشراف على إجراء عمليات الكشف البيطري للإرساليات والتأكد من سلامتها صحيًا وتطبيق جميع الإجراءات المحجرية، كما يتم سحب عينات عشوائية من الدم بوساطة الأطباء البيطريين لفحصها بالمختبرات المختصة للتأكد من سلامتها مخبريًا، ثم فسحها جمركيًا في حالة سلامتها من أي أوبئة محجرية.

وأوضح أنه جرى تشكيل 7 فرق بالمنافذ التابعة للعاصمة المقدسة، عبر كوادر متخصصة من الأطباء البيطريين ومساعدين بيطريين وإداريين، على مدار الساعة، للتأكد من سلامة ومصدر الأغنام، بالإضافة إلى 4 فرق بيطرية ميدانية؛ لفحص المواشي، ورصد المخالفات الخاصة بنظامي الزراعة والرفق بالحيوان، والتأكد من الشهادات الصحية الصادرة من المكاتب والفرق البيطرية المساندة، وتسجيل أعداد المواشي المفسوحة على منصة «أنعام».

وأشار إلى وجود 14 فرقة للمساهمة برفع مستوى الإصحاح البيئي ومكافحة نواقل الأمراض من خلال أعمال الرش الأرضي، والاستكشاف والتقييم الحشري قبل وبعد الرش على مواقع حظائر المواشي والسدود ومحطات معالجة المياه والمزارع والمستنقعات، لرفع مستوى الإصحاح البيئي والحفاظ على صحة وسلامة ضيوف الرحمن، وجرى تهيئة 36 مسلخا في منطقة مكة المكرمة، بالإضافة للسماح للمطابخ المرخصة بالذبح وفق الاشتراطات المحددة، بعد الحصول على التصاريح اللازمة.

10 محاور لأكبر خطة تشغيلية بعد الجائحة

قال مدير عام الإعلام والاتصال برئاسة شؤون الحرمين الشريفين محمد المالكي: إن خطة رئاسة شؤون الحرمين التشغيلية لموسم حج 1443هـ، التي أطلقها مؤخراً الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ د. عبدالرحمن السديس، الأكبر بعد جائحة كورونا، ركزت على 10 محاور رئيسة ترتبط بأهداف الرئاسة الإستراتيجية المنطلقة من رؤية 2030. وأوضح المالكي أن الرئاسة هيأت كامل الطاقة التشغيلية لمصليات التوسعة السعودية الثالثة والساحات الخارجية وتوسعة الملك فهد -رحمه الله- مع تخصيص صحن المطاف للحجاج فقط، إلى جانب تخصيص مصليات خاصة في قبو المطاف والدورين الأول والأرضي لأداء سنة الطواف، كما خُصِّص باب الملك عبدالعزيز -رحمه الله- وباب الملك فهد -رحمه الله- وباب السلام لدخول الحجاج والمعتمرين، فيما تم تخصيص 144 بوابة لدخول المصلين، إضافة إلى إدخال التقنيات الحديثة والتطبيقات الذكية والأنظمة الملاحية والروبوتات الآلية ومصاحف برايل الإلكترونية، وتقديم 3 ملايين عبوة يومياً لماء زمزم المبارك، وأكثر من 25 ألف حافظة موزعة في جنبات المسجد الحرام، عدا المشربيات والحقائب والعربات اليدوية لإيصال الماء المبارك لضيوف الرحمن مبرداً، بإذن الله تعالى، كما يتم تعقيم المسجد الحرام كاملاً بمرافقه الداخلية والخارجية 10 مرات يومياً؛ مع استكمال منظومة العربات للحجاج من كبار السن وذوي الإعاقة من خلال توفير ما يتجاوز 1800 عربة كهربائية، وتسخير أكثر من 500 كادر هندسي يُعنى بالإشراف على المنظومة الهندسية والتشغيلية على مدار الساعة، مع إتاحة ما يتجاوز 400 ألف ساعة تطوعية خلال موسم الحج بمشيئة الله عز وجل، في 10 مجالات مختلفة تعنى بخدمة ضيوف الرحمن، مع إطلاق العديد من الحملات التي تهدف إلى التسهيل على الحجاج وخدمتهم.

منصة «مطوف» والبطاقة الإلكترونية

كشف المطوف والمعاون التنفيذي أيمن عبدالمنعم، عن خدمة شركات أرباب الطوائف لـ 23.9 مليون حاج من كافة دول العالم خلال الـ 10 سنوات الماضية، مشيرا إلى أنه سيتم تطبيق نظام مقدمي خدمات حجاج الخارج لأول مرة خلال هذا العام. وقال: هناك العديد من المبادرات التي يتم تقديمها لأول مرة من خلال شركات مطوفي حجاج دول الخارج، من أهمها تدشين منصة «مطوف» وهي المنصة الوحيدة المصرح لها بتقديم باقات الحج للحجاج من أوروبا والأمريكتين وأستراليا من قبل وزارة الحج والعمرة السعودية، من خلال استخدام التقنية المتطورة في تقديم الخدمات لضيوف الرحمن في يسر وسهولة، واستحداث برنامج «مرافق ضيف الرحمن»، وهو برنامج لخدمة العملاء يقوم على تخصيص مرافق لخدمة عدد من الحجاج في جميع مراحل الحج من الاستقبال حتى المغادرة.

وأضاف إن الخدمات المقدمة، الموسم الجاري، تشمل بداية تطبيق توزيع سوار الحاج الذكي التي تضم معلومات الحاج الأساسية والصحية والسكن، كما تتميز بطاقة الحج الذكية «بطاقة شعائر» بـ 4 ألوان، يرتبط كل لون بخدمات محددة، مشيرا إلى أن البطاقة، ترتبط بتطبيق «شعائر الذكي»، الذي يمكن الحاج من التواصل مع مقدم الخدمة، والاطلاع على البرامج المخصصة للحملة وجداول التفويج، كما سيحمل جميع حجاج بيت الله الحرام، البطاقة التي تحتوي على معلوماتهم الشخصية والطبية والسكنية، وتسهم في إرشادهم إلى سكنهم في المشاعر، والتحكم بالدخول إليه وإلى المرافق المختلفة، إضافة إلى دورها في الحد من الحج غير النظامي.

وتابع: سيتم التوسع في مشروع بطاقة الحج الذكية للمواسم المستقبلية لتشمل جميع الخدمات وستصبح بطاقة ذكية ومصرفية مرتبطة بخدمات مثل دخول المخيمات والنقل والفنادق.

العاصمة المقدسة تحشد 22 ألف عامل وموظف

أكد المتحدث الرسمي لأمانة العاصمة المقدسة أسامة الزيتوني، جاهزية الأمانة بجميع قطاعاتها وإداراتها وبلدياتها الفرعية ومراكزها الخدمية، لخطة أعمال موسم الحج، إذ حشدت طاقاتها البشرية والمادية مدعومة بفرق مساندة من بعض القطاعات والبلديات والأمن العام والمجاهدين والكشافة، إضافة إلى عدد من المراقبين الصحيين المؤقتين، مع تجهيز أسطول كبير من المعدات والآليات، وتسخير كافة الإمكانات اللازمة استعدادا لتقديم أعلى مستويات في الخدمات البلدية لحجاج بيت الله الحرام.

وأضاف: إن الجميع يعمل وفق خطة محكمة منذ بداية موسم الحج وحتى نهايته، وجرى حشد 22 ألف ما بين موظفين ومهندسين وفنيين ومراقبين وعمالة، يشكلون منسوبي أمانة العاصمة المقدسة، ومقاولي تشغيل وصيانة المرافق كشبكات الطرق والأنفاق والإنارة، ونظافة وحدات الذبح، والمراقبين الصحيين والمؤقتين، إضافة إلى أكثر من 14 ألف عامل نظافة، موزعين بين مكة المكرمة والمشاعر المقدسة.

وبيّن الزيتوني، أن الأمانة جهزت بلدياتها الفرعية، والبالغ عددها 16 بلدية فرعية، منها 13 في مكة المكرمة و3 بلديات تابعة، إضافة إلى 28 مركز خدمات بالمشاعر المقدسة، موزعة جغرافيا، بحيث تغطي كامل منطقة المشاعر، وتم تجهيز 7 مراكز إسناد لمواجهة الحالات الطارئة خلال الموسم، وتلقي البلاغات، وتوجيه العمالة والمعدات، حسب احتياج المناطق، وفي مجال النظافة، جرى تجهيز أحدث المعدات مثل الضواغط والمكانس الآلية والقلابات والبوبكات وغيرها، على مدار 24 ساعة في المناطق المزدحمة.

وتابع: تم تجهيز 140 مخزنا أرضيا للتخزين المؤقت للنفايات بعد كبسها بمشعر منى لمواجهة صعوبة حركة المعدات والاستفادة من الصناديق الضاغطة البالغ عددها 1379 صندوقا، إضافة إلى 9 تريلات كبيرة ضاغطة، و530 معدة مختلفة الأحجام والاستخدامات، كما جرى تجهيز 65000 حاوية نفايات ذات أحجام مختلفة، ومختبرات حديثة متنقلة وبتقنيات عالية، إضافة إلى المختبر المركزي لتحليل عينات الأغذية والمياه. وتابع: تشرف الأمانة على نظافة مجازر المشاعر المقدسة، وهي 5 مجازر تستوعب في مجملها أكثر من 1.020.000 رأس خلال أيام عيد الأضحى، مع تنظيم مراقبة دخول الماشية إلى المشاعر المقدسة.

تاريخ راسخ للعناية بقاصدي الحرمين الشريفين

قال أستاذ كرسي الملك سلمان بن عبدالعزيز لدراسات تاريخ مكة المكرمة بجامعة أم القرى، د. عبدالله الشريف، إن تاريخ المملكة في الاهتمام بالحرمين الشريفين، راسخ منذ تأسيسها على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن، -رحمه الله-، وقد انطلقت مشاريع العناية بالحرمين الشريفين وتوسعتيهما، فأمر الملك عبدالعزيز، -طيب الله ثراه-، بعمل ترميمات وتحسينات شاملة بالمسجد الحرام، وإنشاء باب جديد للكعبة، وتظليل المسعى وتبليطه وتوطين صناعة كسوة الكعبة المشرفة بمكة المكرمة، ثم تواصلت جهود ملوك هذه البلاد الطاهرة في العناية بالحرمين الشريفين، وعلى رأسها التوسعات السعودية الثلاث للمسجد الحرام، الأولى التي أمر بها المؤسس -رحمه الله-، وشُرع بها في عهد الملك سعود، واستكملت في عهد الملك فيصل والملك خالد، رحمهم الله، وأضيفت التوسعة الجديدة، والتوسعة السعودية الثانية في ‏عهد الملك فهد -رحمه الله-، والثالثة في عهد الملك عبدالله، -رحمه الله-، ويستمر إنجازها الآن في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، -رعاه الله-، ثم جاءت رؤية المملكة 2030 لتقدم تجربة تحولية روحانية لضيوف الرحمن من خلال تسهيل الإجراءات وتيسيرها لاستضافة المزيد من الحجاج والمعتمرين، وتهيئة مواقع التاريخ الإسلامي بشكل يضمن إثراء التجربة الدينية والثقافية للحجاج والمعتمرين، وتحقيق التكامل بين الجهات الحكومية والأهلية كافة للارتقاء بمنظومة الخدمات المقدمة لتمكين 30 مليون معتمر إلى جانب ملايين الحجاج.

وبيّن أن الخدمات التي تقدم في الحرمين لم يسبق لها مثيل على مر التاريخ، لأن العناية بالحرمين في مقدمة الاهتمامات الكبرى للمملكة، انطلاقاً من إيمانها العميق بشرف خدمة الأماكن المقدسة والإسلام والمسلمين، وطال ذلك الاهتمام ‏المدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة ‏والمسجد الحرام والمسجد النبوي والمشاعر المقدسة المرتبطة بمناسك الحج ومسيرة الحاج، وتقديم أرقى الخدمات العصرية ضمن منظومة حج متكاملة شاملة.

غرفة عمليات بمشعر منى لمراقبة الطقس

أوضح الناطق الرسمي للمركز الوطني للأرصاد حسين القحطاني، أنه جرى الاستعداد المبكر لموسم حج 43، والتنسيق مع الجهات المعنية لتزويدها بالمعلومات الأرصادية في المشاعر من خلال منظومة متكاملة؛ للمساهمة في نجاح موسم الحج لهذا العام بإذن الله. وقال: المركز سيعمل وفق خطة تنفيذية في المشاعر المقدسة والمدينة المنورة والمطارات والطرق السريعة، مشيراً إلى أن دور المركز يكمن في رصد البيانات والمعلومات التي تدعم المتنبئين الجويين للقيام بتحليل هذه البيانات، والتنبؤ بالظواهر قبل حدوثها وإرسالها إلى الجهات ذات العلاقة لتستعد للعمل قدر الإمكان بتلافي حدوث أي ضرر على الحجاج لا قدر الله، وإعداد النشرات الساعية، وقياس عناصر الطقس في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة خلال موسم الحج وإعداد النشرات التحذيرية الخاصة بسلامة الطيران العامودي في مرصد منى وعرفة مع متابعة التنبيهات والتحذيرات الصادرة.

وأضاف القحطاني: إن المركز يعمل على إعداد نشرات الطقس بأربع لغات، إضافة إلى التنسيق المستمر مع كافة الجهات المعنية على مدار الساعة، من خلال إنشاء غرفة عمليات في مشعر منى لمراقبة الطقس والظواهر الجوية من خلال المحطات الأتوماتيكية المنتشرة في المشاعر المقدسة على مدار الساعة، وتشغيل مرصدي منى وعرفة لتقديم نشرات عن طقس المشاعر على رأس كل ساعة.

توصيات

1 - تواصل الحجاج مع مقدمي الخدمات

2 - المشاركة في تقييم الخدمات عبر قنوات التواصل

3 - الالتزام بالإجراءات الصحية والوقائية

4 - الحفاظ على بيئة المشاعر ونظافتها

5 - اتباع النصائح المقدمة لتجنب الإجهاد الحراري

أبرز الخدمات الجديدة

1 - تطبيق نظام خدمات حجاج الخارج

2 - تدشين منصة «مطوف»

3 - برنامج «مرافق ضيوف الرحمن»

4 - توزيع سوار الحاج الذكي

5 - مشروع حافلات مكة المكرمة