صالح بن حنيتم

ما ينفق في بلدنا على المشاريع السياحية من مليارات سيعود علينا بالخير فنحن في زمن أصبحت فيه السياحة رافدا من روافد الاقتصاد الأساسية، الأعداد الكبيرة المتوقعة من السياح القادمين لنا من كل فج عميق وغير عميق من قارات العالم طبيعية لعدة أسباب، منها على سبيل المثال، بلدنا فيما مضى شبه غامض في عيون الآخرين كون باب السياحة اقتصر على موسمي الحج والعمرة والآن مع الانفتاح أصبح لدى محبي السفر والسياحة من أنحاء العالم فضول لزيارة بلدنا المنفتح والمتسامح والمضياف، والأسباب كثيرة فبلادنا التي حباها الله بمناطق جبلية وأخرى ساحلية ومنافذ بحرية ذات شواطئ خلابة شرقا وغربا ومناخ بارد ومعتدل ولدينا ثقافات وتضاريس ولدينا المزيد من العوامل المشوقة والجاذبة..

ولكن هل تعلم عزيزي القارئ أن سلوك التهور على الطريق قد ينسف كل ما سبق من جاذبية !!

مهما كانت البلاد التي نزورها جميلة إذا لم نشعر بالأمان ونحن نتنقل بين مقر الإقامة والمناطق التي نخطط لزيارتها لن نزورها مرة أخرى ناهيك عن الانطباع السلبي الذي سننقله عنهم عندما نعود، فترك الانطباع أمر طبيعي عندما تزور أي بلد أثناء الانتقال بين المطار والفندق فإذا كان سلوك السائقين على الطرق راقيا حكمنا على رقي الشعب بينما إذا شاهدنا العجب العجاب والتهور على الطريق سنقول هذا الشعب (مع جنبها!).

وهنا عزيزي أتحدى أن تسوق في أي شارع في أي منطقة أو محافظة بلا استثناء دونما يعكر صفوك أحدهم من خلفك وعن يمينك وعن شمالك... والسؤال ماذا يريد هؤلاء منا عندما نكون على المسار الصحيح ومتماشين مع السرعة القانونية، إنها الرعونة والاستهتار !!

نعود لموضوع السياحة والسياح والانطباعات ماذا لو كان من يقود المركبة أحد السياح منطلقا من المطار إلى مقر إقامته بالفندق، في أي مدينة، كيف سيكون انطباعه وهل نتوقع أن يمكث أو يغادر وإن لم يغادر هل نتوقع أن يصبح مسوقا لنا وللسياحة في بلادنا أو العكس !؟ وأخيرا هل نتوقع أن نراه مرة أخرى؟

لست مبالغا فيما أقول، الموضوع خطير من عدة جوانب، خطير على سلامتنا وسلامة من يزورنا وخطير على اقتصادنا.

دار نقاش مع بعض الزملاء حول سلوكيات المتهورين وكيف يكون التعامل معهم فالموضوع أكبر من أن يتحمله المرور وحده وليس من المنطق أن يتواجد رجل المرور في كل شارع وفي كل حي، وحتى تجد إدارة المرور من يدعمها كان الاقتراح أن يكون هناك مؤتمر مهمته إيجاد حلول ناجعة حلول خلاقة لتخفيف إرهاب الشوارع ففي هذا التخفيف نماء وخير وازدهار السياحة أما إذا بقي الحال كما هو عليه فستبقى حياة الناس في خطر والاقتصاد كذلك !!

ما أحوجنا لعقد مؤتمر تحت مسمى (هاكاثون المرور) أسوة بمؤتمر الحج والصناعة وغيرهما ممن استخدموا مصطلح (هاكاثون)..

فهل نسمع عن هذا المؤتمر ومن ثم نسعد بما ينتج عنه من توصيات نجد آثارها على أمن شوارعنا ونماء اقتصادنا!

Saleh_hunaitem@