رحمة غسان

كثر الحديث هذه الأيام عن نفقة المرأة العاملة، وحاول البعض تمرير أفكارهم الخاصة ورؤاهم حول المال، الذي تجنيه المرأة جراء ما تبذله من جهد وتحدٍ لكل المعوقات، التي تعترض طريقها حتى تصل لما وصلت إليه، نحن هنا نتحدث عن المرأة الناجحة، التي بذلت من صحتها وراحتها حتى أصبح لديها استقلال مادي، ولنرجع قليلاً بالزمن إلى الوراء حين بدأ تعيين المدرسات في القرى البعيدة، حيث كان الكثير من الآباء يسافر مع ابنته حتى يأمن لها المكان المناسب في قرية تبعد عن منزلهم الدافئ آلاف الكيلو مترات، ولم نسمع عن أصوات الاعتراض آنذاك رغم أن أغلبهم في قرى نائية وحدها في حر الصيف وبرد الشتاء تخرج من أقرب مدينة قبل شروق الشمس.

ومن ناحية شرعية، فالآية تدل صراحةً على وجوب نفقة الزوج على زوجته في سورة النساء آية 34 قوله تعالى: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّـهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ) يخبر الله تعالى أنّ الرجال قوامون على النساء بالإنفاق عليهن، والكسوة، والمسكن، وفي قوله بما أنفقوا حذف المفعول ليدل على عموم النفقة. ولم يشترط إن كانت غنية ذات مال أو امرأة عاملة خارج المنزل، ولم يقرن النفقة سوى بالقوامة، والقوَّام هو المبالغ في القيام. وكما فسرها المفسرون الأجلاء أن يكون الرجل هو القائم على شؤون بيته ومصلحة أسرته.

لم يتبق سوى أن نتحدث عن العرف والأوضاع المادية الراهنة واختلاف المعيشة عن السابق، حيث إن في وضعنا الحالي ومع الغلاء الفاحش، خاصة على الأسر السعودية المتوسطة بالكاد راتب الزوجين معاً يغطي نفقات الأسرة، لكن المرأة التي ليست لديها التزامات غير نفسها وراتبها مرتفع، فهي حرة تماماً في كيفية صرفه وليست مسؤولة عن عزوف الشباب عن الزواج ولا عن تراجع أعداد المواليد ولا حتى عن ثقب الأوزون أقول لها المثل المصري الجميل: «اللي معه قرش محيَره يشتري حمام ويطيَره».

@ rahmaa77_