د. شلاش الضبعان

المخدرات آفة مدمرة، ذات أضرار متعدية، ليست على المدمن فقط، بل على عائلته والمجتمع بأكمله، فكم من جريمة مروعة أزهقت فيها أرواح أبرياء كان وراءها مدمن مخدرات، وأيضا مجرمو المخدرات لا يتوقفون عن السعي في نشر قاذوراتهم بجميع الطرق والوسائل، ففي مقطع فيديو نشرته المديرية العامة لمكافحة المخدرات بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات 2022 بينت أنها خلال هذا العام فقط ضبطت كميات مخيفة من المخدرات، ففي الرياض تم إحباط محاولة تهريب أكثر من 30 مليون قرص أمفيتامين تم إخفاؤها في شحنة هيل، وفي ميناء جدة الإسلامي تم إحباط شحنة مكونة من أكثر من 14 مليونا مخفية داخل ألواح حديدية و3 ملايين في شحنة ليمون وخمسة ملايين في شحنة عنب، وفي جازان وعسير تم ضبط 391 كيلو جراما من الحشيش، ومع هذه الهجمة المسعورة نحن نحظى بعدد لا يستهان به من الشباب والفتيات الذين عكسوا قيم مجتمعهم واقعا، بتوجههم للأعمال التطوعية المؤسسية، وبعضهم وجد ضالته وآخرون ما زالوا يبحثون.

هذه المعادلة المكونة من الخطورة المجتمعية والحماسة الشبابية تحتم إنشاء جمعيات للتوعية بأضرار المخدرات في كل محافظة، تضم شبابا متفرغين يملكون الوقت للعطاء، وطلبة علم شرعيين، فالوازع الديني الذي يتميز به مجتمعنا هو الأهم في مواجهة هذه الآفة ويتم التعاون مع المحاضرين وخطباء الجوامع، ومتخصصين نفسيين يستفيدون من آخر ما توصلت له الدراسات العلمية في معالجة المدمنين والمدمنات، وإعلاميين يستفاد منهم في تقديم رسالة إعلامية مناسبة للمجتمع وللفئة المستهدفة، وكل من تستدعي الحاجة وجودهم.

إنشاء مثل هذه الجمعية ضرورة في هذا الوقت، فالوقاية خير من العلاج، وجهود رجال مكافحة المخدرات تحتاج لجهود مجتمعية تساندها، وقد كان لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف وزير الداخلية تصريح قال فيه: أسهم الوعي المجتمعي بخطورة هذه الآفة في الصمود أمام تهديدها ومآسيها، وكوّن حصنًا منيعًا ضد من يستهدف أمننا واستقرارنا، وتتكامل الجهود مع أفراد المجتمع في مواصلة نجاحاتنا لمحاربة المخدرات.

كما أن هناك من سقط في وحل المخدرات تجربة ويسعى للنجاة، وآباء وأمهات يشتكون من التهديدات التي يتعرض لها أبناؤهم وبناتهم، ولذلك نتمنى أن تفعّل مثل هذه الجمعيات وتدعم وتنتشر.

@shlash2020