صفاء قرة محمد - بيروت

طالب بالإسراع في تشكيل حكومة والتحضير لانتخاب رئيس إنقاذي

دعا البطريرك بشارة الراعي، المسؤولين اللبنانيين إلى صحوة ضمير والكف عن العبث بمصير الوطن والمواطنين، مطالبا «بالإسراع في تشكيل حكومة وطنية لحاجة البلاد إليها، ولكي يتركز الاهتمام فورا على التحضير لانتخاب رئيس إنقاذي للجمهورية، مؤكدا أنه لا يوجد أي سبب وجيه ووطني يحول دون تشكيل الحكومة وانتخاب الرئيس الجديد».

وقال الراعي في كلمة له أمس الأحد: نطالب بالإسراع في تشكيل حكومة وطنية لحاجة البلادِ إليها، ولكي يتركز الاهتمام فورا على التحضير لانتخاب رئيس إنقاذي للجمهورية. فلا تفسير لأي تأخير في التشكيل سوى إلهائنا عن هذا الاستحقاق الدستوري. لا يوجد أي سبب وجيه ووطني يحول دون تشكيل الحكومة وانتخاب الرئيس الجديد. وفي هذا الإطار، نناشد جميع الأطراف أن تتعاون مع الرئيس المكلف بعيدا عن شروط لا تليق بهذه المرحلة الدقيقة، ولا يتسعُ الوقت لها، ولا تسهم في تعزيز الوحدة الوطنية وصورة لبنان أمام العالم، وننتظر من الرئيس المكلف بالمقابل تشكيل حكومة على مستوى الأحداث، تشجع القوى الوطنية على المشاركة فيها، وتعزز الشرعية والنزعة السيادية والاستقلالية في البلاد وتجاه الخارج.

تجنب الانهيار

وتمنى الراعي على المسؤولين أن تكون لديهم شجاعة التحدي لتجنيب لبنان الانهيار، وقال: «كم كنا نتمنى لو أن المسؤولين المدنيين والسياسيين عندنا يتمتعون بذرة من الإيمان وشجاعة التحدي الذي يقتضيه، لما كنا نعيش في حالة الانهيار الكامل سياسيا واقتصاديا وماليا ومعيشيا واجتماعيا».

وأضاف الراعي: كنا نتمنى لو شاركت في تسمية الرئيس المكلف، أيا يكن المسمى، شرائح نيابية أوسع لتترجم بفعل إيجابي ودستوري وميثاقي، الوكالة التي منحها إياها الشعب منذ أسابيع قليلة، لا سيما أن الاستشارات هي إلزامية. هكذا تشعر جميع المكونات اللبنانية أنها تتشارك في كل الاستحقاقات الدستورية والوطنية.

نهاية العهد

واعتبر الراعي في كلمته، أن الأشهر الأربعة الباقية من عمرِ العهد، يجب أن تخصص لخفض نسبة الحقد والانتقام والكيدية والمطاردات القضائية البوليسية التي لم يألفها المجتمع اللبناني. ويجب أن تخصص للتخفيف من معاناة الناس، لضبط الأوضاع الأمنية، لتحييد لبنان، لإحياء التحقيق القضائي في جريمة المرفأ. ويجب أن تخصص لتعديل خطة التعافي، لمواصلة المفاوضات الحدودية حول النفط والغاز، وخاصة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية في أقرب وقت؛ ضمانا لوحدة الكيان اللبناني، واستمرار الشرعية، واستباقا لأي محاولة لإحداث شُغور رئاسي نحن نرفضه. وضروري أن يتضمن برنامج الحكومة، الجديدة التزاما واضحا بهذه القضايا.

استيقاظ الضمائر

ودعا الراعي إلى استيقاظ ضمائر المسؤولين والنظر في ما آلت إليه أحوال الناس، وقال: يكفي أن نَنظر إلى حال الشعبِ اللبناني لتستيقظ الضمائر النائمة لدى الذين لديهم ضمير. يكفي أن نَنظر إلى عذاباته اليومية ليرتفعَ المسؤولون إلى مستوى أزمة لبنان، ولتكف الجماعة السياسية عن العبث بمصير الوطن والمواطنين على مذبح مصالحها الفئوية والشخصية. إن السياسة فن نبيل لخدمة الخير العام لا هواية، وهي في الأساسِ اختصاص ورسالة مشرفة تحتم على كل من يود ممارستها أن يتحلى بالمسؤولية والجدية والنضوج والخبرة والإقدام وحسن التدبيرِ والجرأة على إعطاء الأولوية للمواقف الوطنية على ما عداها، خاصة في هذا الوقت العصيب. فكل المعالجات لأزماتنا تبقى محدودة الفائدة ما لم نَطرح القضية الوطنية بكل أبعادها دون خوف أو عقدة أو حيرة. إذا عجز السياسيون، على ما يظهر، فإنا ننادي من جديد بمؤتمر دولي خاص بلبنان لمعالجة مرضه بعد تشخيصه بجرأة وشجاعة.