حاوره: حذيفة القرشي

أول رحلة انطلقت من جاكروتا بحرا في القرن الـ 17 الميلادي

مكة والمدينة أصبحتا أبرز معالم الحضارة الإسلامية والعمرانية

استقبال 100 ألف حاج بحفاوة وخدمات منقطعة النظير

مبادرة «طريق مكة» قدمت خدمات جليلة لضيوف الرحمن

قائمة الانتظار لدينا تتراوح بين 3 - 40 عاما

تقسيم الحجيج بما يتناسب مع مناطقيتهم لتجويد الخدمات

أكد القنصل العام والمندوب الدائم لجمهورية إندونيسيا في منظمة التعاون الإسلامي إيكو هارتونو، أن مبادرة طريق مكة قدمت خدمات جليلة لتيسير رحلة ضيوف الرحمن، خاصة حجاج إندونيسيا، والذين تصل مدة رحلتهم لقرابة الـ10 ساعات في أطول مدة بين دول المبادرة، مشيرا إلى أن أكثر من 100 ألف حاج من بلاده، يتوافدون على أرض الحرمين، وسط خدمات متكاملة ورعاية منقطعة النظير، وتسهيلات وفق أعلى المستويات.

وأكد في حواره لـ(اليوم) عمق العلاقة بين الرياض وجاكرتا، إذ تجمع البلدان روابط دينية وثقافية وإنسانية وتجارية وسياحية، ساهمت في تعزيز أواصر المحبة على مستوى الشعوب والقيادة، مشيرا إلى أن المملكة تبذل جهدا كبيرا في تسهيل كل الإمكانيات لحجاج وضيوف الرحمن من جميع أنحاء العالم.

• بداية حدِّثنا عن العلاقات بين المملكة وإندونيسيا؟

العلاقة بين البلدين وطيدة وقديمة، وتتخللها العديد من الزيارات ذات المستوى العالي، تطورت ونمت بشكل مثالي خلال العقود الماضية، وشهدت العديد من المحطات، التي أحدثت نقلة نوعية كبرى، ومنذ افتتاح سفارة إندونيسيا في جدة عام 1948م ثم افتتاح سفارة المملكة في جاكرتا عام 1955م شهدت المملكة وإندونيسيا، العديد من الزيارات على المستوى السياسي بين البلدين، ويرتبط البلدان بشكل وثيق بالكثير من الروابط الدينية والثقافية والإنسانية والتجارية والسياحية وغيرها، بما ساهم في تعزيز أواصر المحبة على مستوى الشعوب والقيادة.

• كيف ترون استقبال المملكة لحجاج بيت الله الحرام؟

للمملكة العديد من الجهود العظيمة، تجاه ضيوف الرحمن، والعناية التي تستقبل بها زوار الحرمين الشريفين، منقطعة، وحرصت، دائما، على أعمال التوسعة، لضمان راحة الحجيج والمعتمرين والزوار، حتى أصبحت مكة المكرمة والمدينة المنورة أبرز معالم الحضارة الإسلامية والعمرانية، كما لمس الحجاج القادمون من إندونيسيا تلك الحفاوة والترحيب بمنافذ المملكة، منذ قدومهم، خصوصًا، بعد انقطاع عامين خلال جائحة كورنا.

• كيف استعدت إندونيسيا لحج هذا العام بعد انقطاع عامين نتيجة الجائحة؟

تستعد إندونيسيا، منذ وقت مبكر كل عام، لاستكمال ترتيبات وتنظيمات الحج، وذلك في 3 مجالات، الأول: مجال السكن، وفي الموسم الحالي، تم توفير سكن للحجاج لا يبتعد أكثر من 4.5 كم عن المسجد الحرام والمسجد النبوي، من 3 نجوم فأكثر، مع توفير التباعد المساحي بين الأسرة والذي يحفظ الخصوصية والسلامة والأمن الصحي بين الحجاج، كما تم تقسيم مجموعات الحجاج بما يتناسب مع مناطقيتهم لتحقيق أميز الخدمات وبما يتناسب مع أذواق كل منطقة.

أما المجال الثاني وهو الخاص بالإعاشة، فيشمل استقدام واستيراد الطباخين الإندونيسيين والمأكولات بما يتناسب مع ذوق كل منطقة وبما يضمن الغذاء المناسب للحجاج، والمجال الثالث: هو النقل، من خلال التعاقد مع مقدمي خدمة للنقل بين المدن ولتوفير النقل الترددي بين الفنادق والمساجد في الخمس صلوات بما يضمن التيسير والانسيابية.

• ماذا عن أعداد حجاج إندونيسيا هذا العام وترتيبات وصولهم ومغادرتهم؟

بلغ عدد حجاج هذا العام من إندونيسيا 100.051 حاجا، من كافة أقاليم الجمهورية، تم اختيارهم من باقات الحج العامة والسياحية وقد وصلت أولى طلائع الحجاج عبر مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز في المدينة في 4 يونيو، واستمرت حتى 18 يونيو، بينما بدأت رحلة التفويج الثانية للحجاج الإندونيسيين القادمين عبر الرحلات الجوية من عدة مطارات إندونيسية إلى مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة من 19 يونيو وتستمر حتى 3 يوليو، ثم تبدأ رحلة العودة عبر مطاري جدة والمدينة حتى نهاية 14 أغسطس 2022.

• كيف ساهم طريق مكة في تسهيل رحلة الحجيج؟

أثبت طريق مكة نجاحًا منقطع النظير، منذ انطلاقه في جاكرتا في عام 2018، إذ يفد الحجيج إلى الحرمين الشريفين بكل يُسر وسهولة، والموسم الحالي هو الثالث، بعد توقفه لمدة عامين نتيجة تداعيات كورونا، والمبادرة خدمة جليلة تعمل على تيسير رحلة الحجاج، خصوصاً أن رحلة الحاج الإندونيسي طويلة قد تصل إلى قرابة 10 ساعات وهي أطول مدة بين دول المبادرة. وقد أسهم طريق مكة في توفير الجهد والعناء للحجاج، إلى جانب ما يحظون به من رعاية واهتمام، وهنا تجدر الإشادة بدور المملكة في خدمة ضيوف الرحمن، وما يجدونه من خدمات وتسهيلات وفق أعلى المستويات.

• ما الصعوبات والتحديات أمام الحاج الإندونيسي؟

يكمن التحدي الأكبر في قائمة الانتظار والتي تتراوح بين ثلاث سنوات وحتى الـ40 سنة، وذلك نسبة لعدد السكان؛ كونها أكبر دولة إسلامية من حيث عدد السكان، وأيضاً لارتفاع تكاليف الحج والتي تبدأ من 95 مليون روبية إندونيسية، لذلك أعدت الحكومة برنامجا استثماريا ادخاريا، وتبدأ آلية تسجيل الحج في إندونيسيا بإيداع مبلغ مبدئي قدره 25 مليونًا روبية مع إفادة المسجل عن فترة الانتظار المقدرة، على أن يدفع الباقي بعد إدراج اسمه في قائمة رحلات الحج.

• حدثنا عن رحلة الحاج في إندونيسيا بين الماضي والحاضر؟

بدأت أول رحلة حج من إندونيسيا في القرن السابع عشر للميلاد عن طريق البحر، وكانت رحلة الحاج الإندونيسي من أكثر الرحلات صعوبة؛ لأنها تتسم بالعديد من التحديات الأمنية والصحية والاقتصادية، لدرجة أن الذاهب للحج يجتمع له العديد من الأهل والأصدقاء لوداعه قبيل رحلته؛ إذ من المحتمل عدم عودته مرة أخرى، فهي رحلة تصل إلى 6 أشهر بين خط بحري مليء بالمفاجآت والأمواج، وبين خط بري لمواكب قوافل الحجيج التي قد يتصدى لها بعض قطاع الطرق أو الأمراض والأوبئة، التي كانت منتشرة، لذلك كان العديد من الحجاج لا يعودون إلى أوطانهم، أما اليوم فقد أصبحت قوافل الحجيج تمتاز بسهولتها ويُسرها، بفضل التطور وبفضل التسهيلات المقدمة، وتوفير كافة الإمكانيات التقنية والبشرية لأمن الحجاج، إذ تشهد الرحلة نقلة نوعية في توفير أقصى درجات الأمن والمتابعة عبر تقنيات ومهارات بشرية متنوعة اكتسبت الخبرة في إدارة الحشود والتعامل مع الأزمات.

• ما أوجه التعاون بين المملكة وإندونيسيا فيما يتعلق بخدمة الحجيج؟

للمملكة الجهد الكبير والفضل في تسهيل كل الإمكانيات لحجاج وضيوف الرحمن حتى طالت تلك الخدمات المسلمين من جميع أنحاء العالم، وهناك بعض الاقتراحات التي نعمل عليها مع المملكة في تسخير المزيد من الخدمات، وتوسيع خدمة مبادرة طريق مكة في إندونيسيا لتشمل 5 منافذ دولية في بقية الأقاليم، إضافة إلى رفع نسب الحجيج والأعمار القادمة للحج لتشمل كبار السن، بعد انتهاء الجائحة، وكذلك تقليص أسعار الباقات.