عبدالكريم الفالح

يحمل الأمير الشاعر نواف بن فيصل بن عبدالعزيز بين أضلعه قلبا مغلفا بورود الشعر، التي يصف بها الحبيبة ويمتدحها في الوقت، الذي يؤكد براءته في باحة الغرام، ويعترف بأنه طفل «تحدر مدمعه».

وهنا طلب السماح من ذلك الوجه السموح، والتزام الصمت ولبس الأقنعة في صراع مع الشوق.

«اسمحي لي يالغرام العذب يالوجه السموح

إن لزمت الصمت أو حتى لبست الأقنعة

اعترف لك ما بقى من عالي الهمه سفوح

انحدر كلي مثل طفل تحدر مدمعه».

يعود في ختام القصيدة ليكرر طلب السماح في البيت الواحد مرتين كدليل على رغبته الجامحة في التسامح:

«سامحيني

واسمحي لي

سامحيني دام هجري واضح كل الوضوح

واسمحي لي بالرحيل بلا تذاكر وأمتعة

وهذا الرحيل... تعب!!».

لقد طوق نواف بن فيصل رحيله بالصعوبة، فهذا الرحيل بلا تذاكر وأمتعة، وهما أهم عناصر السفر، وهل هناك مَن يسافر بلا تذاكر ولا حتى أمتعة؟!

ومن أهم وأجمل قصائد نواف قصيدته «على البال»:

«على البال..

كل التفاصيل.. وأحلى التفاصيل

والحل والترحال..

والنار والهيل..

والقمره اللي نورت ليل ورا ليل..

والنظره المكسوره..

والبسمه المقهوره..

والخطوه المغروره..

وأحلى المواويل.. دايم على البال..

مدري إلى اليوم..

والا الزمان أنساك.. يا قلبها قلبي

مدري إلى اليوم..

توله على مضناك.. والا انتهى حبي».

في هذه القصيدة سرد الشاعر كل التفاصيل وأحلى التفاصيل ألا وهي: النار والهيل..

والليل إذ يحتضن القمرة

والنظره المكسوره..

والبسمه المقهوره..

والخطوه المغروره..

وأحلى المواويل.

هذه هي التفاصيل، التي تمكن من سردها بعد أن أكد في البداية أنها «على البال» في تأكيد على أن (كل شيء) يطرأ على ذلك الخاطر.

وجاء موعد الاختلاف والاتفاق في نفس الوقت بين الحبيب وحبيبته. لكن هذا الاختلاف كان حول طبيعة الحب، ومَن «يحب الثاني أكثر».

أما الاتفاق، فهو عن كمية الحب

«اختلفنا... مَن يحب الثاني أكثر

واتفقنا.. إني أكثر وأنك أكثر

من عدد رمل الصحاري... من المطر أكثر وأكثر».

وهكذا يقول الشاعر إن هذا الحب المتبادل أكثر من رمل الصحاري ومن المطر، وهي ملمح لكثافة كثيرة لهذا الحب ثم يتابع:

«كيف نخفي حبنا والشوق فاضح

وفي ملامحنا من اللهفة ملامح

شاعرين ونبضنا طفل حنون

لو تزاعلنا يسامح».

(يتبع)

@karimalfaleh