صفاء قرة محمد ـ بيروت

سلطة فاشلة ومستهترة وضعت مستقبل البلد والشعب في المجهول

دعا حزب الكتائب اللبنانية الكتل النيابية إلى أن يكون للبنان حكومة متحرّرة من المصالح الشخصية ومن هيمنة «حزب الله»، مشددا على تسمية نواف سلام رئيسا لحكومة لبنان المقبلة. ودعا بيان صادر عن الحزب أمس النواب إلى الالتفاف حول تسمية السفير نواف سلام لرئاسة الحكومة المقبلة، انسجاما مع الضرورة الملحّة لإيصال شخصية مستقلة قادرة على إخراج لبنان من عزلته العربية والدولية وإنقاذه من النهج المدمر السائد.

وقال البيان: «يكرّر حزب الكتائب مناشدة كل الكتل النيابية التي تنادي بالتغيير الذهاب إلى الاستشارات موحّدة الرأي، فالبلد أمام محطة خطيرة لا تحتمل تضييع الفرص، ونتائج يوم الاستشارات ستحمل تداعيات مصيرية تحدّد مستقبل البلد، فإما أن يكون للبنان حكومة متحرّرة من المصالح الشخصية ومن هيمنة «حزب الله» وقادرة على اتخاذ الإجراءات الفورية للجم التدهور وإلا سيبقى القديم على قدمه وسندخل في فوضى غير محسوبة النتائج».

وتابع بيان الكتائب بالقول: «تتظهّر الفوضى في الوضع المعيشي الذي دخل مرحلة لم تعد تحتمل، فاللبنانيون يتلقون الضربة تلو الضربة من سلطة فاشلة ومستهترة وضعت مستقبلهم ومستقبل أولادهم في المجهول. الطحين مفقود وربطة الخبز تباع في السوق السوداء في بعض المناطق، الدواء مقطوع والمرضى يموتون في بيوتهم عاجزين عن تحمّل أكلاف العلاج، أسعار المحروقات تفلتت من أي منطق وتبعتها أسعار المولدات فابتلعت رواتب اللبنانيين الذين يغرقون تباعًا في العتمة. الإدارات العامة مقفلة بفعل إضراب الموظفين ومصالح الناس في خبر كان وسط عجز مطبق للوزراء المعنيين الذين يتلهون بالمهاترات وجداول الأسعار والتهديد والوعيد الفارغين».

صعوبة المرحلةمن جهته أكد حزب القوات اللبنانية عشية بدء الاستشارات النيابية التي سيجريها رئيس الجمهورية يوم غد الخميس، أن الحزب يسعى لإيجاد رئيس حكومة يدرك صعوبة المرحلة وقال عضو تكتّل «الجمهورية القوية» النائب جورج عقيص، في حديث إذاعي أمس إن «التكتل سيجتمع اليوم الأربعاء لمناقشة موضوع تسمية رئيس مكلّف تشكيل الحكومة، آملا التوصل إلى اسم موحّد مع قوى المعارضة». ولفت إلى أنّ «التكتل يحاول مع «اللقاء الديمقراطي» والقوى السياسية مقاربة الملف الحكومي من زاويتين، هما: مواصفات الرئيس المكلف ومواصفات الفريق الحكومي، مؤكدا أن الباب مفتوح أمام المشاورات وهناك إيجابية».

وأوضح أن «هناك شخصيات سنية عديدة تنطبق عليها المواصفات التي وضعناها»، قائلا: «نريد رئيس حكومة يدرك صعوبة المرحلة وليس آتيا لتمرير الوقت، إذ لدينا أشهر يمكن الاستفادة منها بالإصلاح وتأمين الحد الأدنى من الأمور المعيشية».

وشدّد على أنّه «يجب أن يدرك أيضا أن مبدأ مداورة الوزارات هو تحصيل حاصل، فوزارة الطاقة مثلا ليست حكرا على التيار الوطنيّ الحرّ، ووزارة المالية ليست حكرا على الطائفة الشيعية، لذا يجب وضع الشخص المناسب في المكان المناسب».

التوافق على شخصيةوفي السياق أكد النائب أشرف ريفي في تصريح، أنه «من المبكر ومنذ اليوم، رسم صورة نهائية لمشهد الاستشارات النيابية المقبلة في قصر بعبدا»، متحدثا عن جولات من المشاورات واللقاءات، والتي لا تزال مستمرة، ومع الأطراف التي «تشبهنا»، من أجل التوافق على شخصية معينة لتسميتها لتشكيل الحكومة العتيدة. ولكنه يكشف أنه حتى الساعة، لم يتمّ التوصل إلى أي حسم للخيارات المتعددة المطروحة على الطاولة، متوقعا إنجاز عملية التشاور وصدور نتائجه في ربع الساعة الأخير قبل انطلاق الاستشارات.

وأوضح أن «التوجه العام سيتبلور عند نهاية الهامش المتاح أمامنا لإعلان موقفنا، وهو مساء اليوم الأربعاء على أبعد تقدير، مشيرا إلى أن شخصية المرشح الذي سيتمّ الاتفاق على تسميته، ما زالت قيد التداول داخل نواة الكتلة النيابية التي تضمّه، ومع بعض القوى السياسية والأطراف السيادية والوطنية التي نلتقي معها في الطروحات والتوجهات العامة، والتي هي خارج إطار نواة هذه الكتلة».