عبدالكريم الفالح

«سطر الجلواح شعرا من ذهب.. ينثر الياقوت ما بين الرطب حينما غنى لهجر قائلا.. غن هجرا فلها يحلو الطرب

يعزف الألحان في أحسائنا.. هذه الأحساء أصل ولقب».

هذا ما قاله الشاعر الأحسائي محمد الجلواح، وبين خرير الماء وشدو البلابل يتجلى الشعر الأحسائي وينبض الأدب متسقا مع العلم.

••• لا شيء يشبه أهل الأحساء بكرمهم ومواهبهم الجمة، فأنت تجد في كل ركن شاعرا أو عالما، وإذا أردنا أن نعد مبدعي هذه الأرض الطيبة فلن نستطيع حصرهم أبدا. بل إنك تجد في العائلة الواحدة الشاعر والعالم والشيخ والسفير من الأسماء اللامعة التي لا تنتهي في الأحساء ولن تكفي هذه المساحة لذكرها.

كما أن أرض الأحساء مثمرة، ففيها النخيل والعيون والمزارع التي تنتج أجود أنواع التمر والخضار والفواكه مثلما تنتج العقول المبهرة والنيرة.

الشخصية الأحسائية واضحة لا تعرف المراوغة ولا التنصل من مسؤولياتها أو وعودها، ولا أقول هذا اعتباطا بل من عشرة بينهم حيث عشت وسطهم في الظهران سنوات طويلة أكدت لي أن ابن الأحساء عملة نادرة.

••• ولا نزال نستمتع بالكثير من الشعر الذي أنشده «حساوي» أصيل سواء عن الأحساء أو عن الوطن.

الأحسائي الأصيل الدكتور غازي القصيبي يقول في قصيدته أم النخيل:

«أم النخيل!... هبيني نخلة ذبلت.. هل ينبت النخل غضا بعد أن ذبلا؟

يا أم.. ردي على قلبي طفولته.. وأرجعي لي شبابا ناعما أفلا

وطهري بمياه العين.. أوردتي.. قد ينجلي الهم عن صدري إذا غسلا»

••• كما أن أهل الأحساء هم الذين طلبوا من الملك عبدالعزيز رحمه الله أن ينقذهم من الحكم التركي عندما عانوا من حالة الضعف التي كانوا يعيشونها تحت وطأة ذلك الحكم، وعلموا فيما بينهم أن طوق النجاة يأتي في دخول الملك عبدالعزيز وفتحه للأحساء، فكاتبوه سرا، ليخلص بلادهم من الحكم التركي الذي كان يقوده في ذلك الوقت أحمد نديم، وكان من بين العقلاء الذين كاتبوا الملك عبدالعزيز رحمه الله إبراهيم أبا الغنيم حيث كتب خطابا للملك عبدالعزيز يصف له حالة الأحساء وما تعانيه هذه البلدة، ويدعوه ليخلصهم من حكم الأتراك كما كان الشيخ محمد بن ناصر آل خليفة هو الواسطة بين الملك عبدالعزيز وأعيان الأحساء.

••• عذرا مبدعي الأحساء فأنا لم أستطع ذكر أسمائكم، فأنتم كثر لا يمكن عدكم في هذه المقالة المحكومة بعدد معين من الكلمات.

••• نهاية

الإبداع... صناعة أحسائية.

@karimalfaleh