هند الأحمد

في فترة لا تتجاوز بضع سنوات، حققت المملكة العربية السعودية خطوات إستراتيجية في محاربة التطرف والإرهاب، ويظهر ذلك واضحًا في المنجزات المُحققة بهذا الجانب، لاسيما في الوقت الذي تتطلع فيه بلدان أخرى تخوض صراعًا مع التطرف إلى ما يتم إنجازه في المملكة لاستخلاص الدروس والعِبَر التي يمكن أن تطبّق من خلالها، وتُعدُّ المملكة من أوائل الدول التي أسهمت في القضاء على الإرهاب وتجفيف منابعه وملاحقة مجرميه، واتخاذ الإجراءات النظامية المشددة عليهم.

وعلى الرغم من نهج (الفوضى الخلّاقة) أو إستراتيجية دعم الإرهاب في المنطقة من جهات خارجية وقفت المملكة والتحالف المشارك معها في وجه المد الإيراني المتهور، الذي كان الذراع التخريبية في المنطقة، والذي وصل إلى حدود المملكة الجنوبية، عبر ميليشيا الحوثي، وبشكل متقطع الولايات المتحدة نفسها كانت تقوم بمد هذا التحالف لوجستيًّا واستخباراتيًّا، وإن كان بشكل محدود وغير مستمر، ولقيَ ذلك معارضة شديدة لتحسين العلاقات مع السعوديين من المشرِّعين الديمقراطيين والجمهوريين في الولايات المتحدة، وكانت تداعيات تلك المواقف من البيت الأبيض أن أحدث ذلك بعض الشروخ في العلاقات بين البلدين التي لطالما اتسمت بالقوة، ومع عودة إدارة بايدن إلى المنطق أدركت الولايات المتحدة أهمية استمرار التحالف السعودي الأمريكي الذي يمتد لسبعة عقود، وتسعى لمراجعة الشراكة السعودية الأمريكية الدائمة والتاريخية، ومناقشة ترسيخ التنسيق (الأمريكي – السعودي)، خاصة أن الولايات المتحدة الأمريكية قد توقفت عن الاكتفاء الذاتي من النفط في العام الأول لإدارة بايدن، حينما أدى انخفاض المعروض من النفط إلى زيادة الطلب، ورفع أسعار النفط إلى مستويات عالية، وليس هذا هو السبب الوحيد، ولكن العاصمة الأمريكية واشنطن وجدت ضرورة عودة الدفء إلى العلاقات الأمريكية ـ الخليجية بشكل عام، خصوصًا مع المملكة العربية السعودية؛ لأنها تدرك مكانة المملكة عالميًّا واقتصاديًّا.

والمملكة تدرك كذلك أن العلاقات مع واشنطن كانت وما زالت إستراتيجية، ولكن عندما تكون قائمة على أسس واضحة، وهي تلك التي اتفق عليها الملك عبدالعزيز آل سعود مع الرئيس روزفلت من عدم التدخّل في الشؤون الداخلية وتعزيز العلاقات المشتركة بين البلدين على كافة الأصعدة.

HindAlahmed@