عبدالكريم الفالح

في السابق...

كنا نسمع نقاشات الشباب السعوديين في أمرين هما الكرة والجمال!!

الآن تغيرت الاهتمامات، فأصبحوا يتناقشون حول الغزو الروسي على أوكرانيا والأوضاع السياسية والاقتصادية والتنموية المهمة في الدول المجاورة.

وعندما تجلس في الماضي بمقهى لاحتساء القهوة السعودية والشاي، وآخرون يدخنون الشيشة (جراك)، تسمع الشباب السعوديين يتحدثون عن الكرة فتنشب نقاشات ساخنة حول النادي المفضل واللاعب المفضل، فيحتج النصراوي على الهلال، والعكس صحيح، والاتحادي على الأهلاوي والعكس أصح.

•• وهذا لا يعني أن مثل هذه النقاشات اختفت لكنها قلت، وترتفع هذه النقاشات في حالة وجود مباراة نهائية أو مهمة.

أما عندما لا توجد مباراة مهمة أو نهائية، فإن النقاش الكروي يقل ويذهب المتناقشون المتنافسون قرب القنابل والصواريخ (كلاميا).

عندما غزا صدام حسين الكويت عام 1990، فإن النقاشات دارت حول غدر صدام والمؤيدين له، والتعاطف مع الكويت واللاجئين الكويتيين والعراقيين.

واحتد النقاش عندما دخل جيش العراق إلى الخفجي، ولو أن فترة دخوله كانت قليلة جدا..

•• هنالك تغير لافت طرأ على المجتمع السعودي، ففي السابق كان واضحا مثلا أن جمهور المباريات يملأون المدرجات وهم يرتدون الشمغ والغتر، أما الآن فقد تخلوا عنها.

فعندما تجول ببصرك على المدرجات تشاهد المتفرجين وقد تخلوا عن شمغهم وغترهم وحتى طواقيهم... إلا جمهور المنصة.

وهذا تغير اجتماعي لا أدري مَن فرضه علينا، ويشير البعض إلى أن الحر هو السبب!

وأنا أخالفهم الرأي، فالحر كان موجودا في السابق.

لباسنا الوطني يجب أن نتمسك به لنفتخر به ويظهر للداخل والخارج من خلال القنوات الناقلة.

هو لباس جميل، فكيف نتخلى عنه؟

•• تغيير آخر يدل على النضج والتقدم في المجتمع السعودي، وهو وقوف الزبائن في خط واحد في انتظار مبتغاهم أما في السابق فكان الناس يتزاحمون على المحاسب ويصرخون بمطالبهم.

•• ونعود للنقاشات، التي يغلب عليها الآن وكما قلت أجواء الحروب والاقتصاد، ويجلس الشباب في المقاهي حول الكابتشينو والفرابيتشينو بالكاراميل والوايتس موكا والمعسل بدلا من القهوة والشاي والجراك.

نحن نسير باتجاه المتغيرات المتعددة، التي تفرضها المتغيرات الاجتماعية ومنها تغيرات إيجابية، وفي عدة نواح يكتسبها شبابنا ويصلون بها ناحية التفوق، فها هم أبطالنا وبطلاتنا الطلاب والطالبات، السعوديون والسعوديات يفوزون عالميا، ويحققون 22 جائزة في المعرض الدولي للعلوم والهندسة (آيسف 2022)، ويحتلون المركز الثاني في نهائي المعرض العلمي.

•• منتخبنا الأول لكرة القدم حقق أيضا تفوقين في وقت واحد: تأهله إلى نهائي المونديال ونهائيات كأس آسيا.

التفوق السعودي مستمر في كل مكان وكل المجالات، ومنها تصدر المملكة المراتب الأولى لأربعة مؤشرات دولية فرعية في مجال ريادة الأعمال وفق مؤشر المرصد العالمي لريادة الأعمال، كما حققت مراتب متقدمة في مؤشرات أخرى تزامنا مع الاحتفال باليوم العالمي لرواد الأعمال ومنها:

الأولى عالميا في مؤشر «توافر الفرص الجيدة لبدء عمل تجاري».

الأولى في «سهولة البدء في عمل تجاري».

الأولى في مؤشر «استجابة رواد الأعمال للجائحة».

الأولى في «استجابة حكومة المملكة للجائحة» من بين 45 دولة.

••• نهاية

لا يغيرك الهوى... تغير بحسب قوتك.

@karimalfaleh