وليد الأحمد

صحافة الأفراد لا تصنع إعلاما حقيقيا قادرا على أن يكون قوى ناعمة للدول، وحدها صحافة المؤسسات تستطيع.

كانت هذه قناعة الشيخ حمد الجاسر، الذي أنشأ مؤسسة اليمامة الصحافية في خمسينيات القرن الماضي، كأول مؤسسة إعلامية في نجد. هذا ما نقل عنه برنامج وثائقي جميل بثته قناة الإخبارية مطلع هذا الأسبوع، بعنوان «صاحبة الجلالة» يوثق مرحلة تأسيس مؤسسات الإعلام في السعودية، وتوجيه الملك فيصل - رحمه الله - حينها بتوحيد ما وصفه الجاسر بصحافة الأفراد لتكون مؤسسات إعلامية رصينة، يقول: «إن الأمة لا تقاس برأي الأفراد فالأمة هي مجموعة هائلة من التراث والعقائد والعادات والأخلاق... أما أن يأتي زيد أو عمرو من الناس برأي شاذ يريد منه الشهرة ثم يحسب ذلك على الأمة فهذا لا يصح».

الجاسر توفي في العام 2000 وربما لو طال عمره حتى أدرك ثورة الإعلام الجديد ومنصات التواصل الاجتماعي والحروب السيبرانية والحملات الوهمية، لأضاف إلى رأيه عن صحافة الأفراد عدم موثوقيتها وكثرة شائعاتها وإمكانية توجيهها واستغلال بيانات مستخدميها من دول خارجية معادية.

وقبل وثائقي «الإخبارية» بأيام، علّق أغنى رجل بالعالم إيلون ماسك مفاوضات شرائه لتويتر، انتظاراً للتفاصيل التي تدعم الادعاء بأن الحسابات المزيفة في تويتر لا تمثل في الواقع سوى أقل من 5 في المائة من المستخدمين. في المقابل هناك فرضية تزعم أن الحسابات الوهمية تتجاوز 20 % من إمبراطورية تويتر التي تضم 217 مليون مستخدم بحسب نيويورك تايمز نقلاً عن ماسك الذي شبه الحسابات الوهمية بالنمل الأبيض في وصف بليغ، إذ قال: «إذا كنت جاداً أفكر في شراء منزل ولكن الاتفاق معلق بانتظار التفاصيل حول ما إذا كان هناك نمل أبيض في بعض قطع أخشاب الفناء وما عدد هذا النمل»، أي أن الحسابات الوهمية في تويتر قد تشكل أكثر من 40 مليون حساب.

@woahmed1