د. شلاش الضبعان يكتب:

- من يستطيع التوفير في شهر شوال يمكنه أن يكون بروفيسورًا في الإدارة والاقتصاد.

تتردد مثل هذه العبارات في شهر شوال، خصوصًا في النصف الثاني منه، وأعتقد أن الشكوى من شهر شوال ليست غريبة، فهذه طبيعة شهر شوال، وفي هذا العام قد يتبعه في نفس الطبيعة - ومن ثمّ الشكوى - شهر «ذو القعدة»، بحكم خروجنا في شوال من شهر عبادة (رمضان) وما يتبع هذا الخروج من تغيّرات، وبحكم الانتقال من الشتاء إلى الصيف وما يتبعه أيضًا من تغيّرات جوية تؤثر على الجسم والنفس، وبحكم الدراسة لهذا العام في شوال وذي القعدة مع كون الناس في الأعوام الماضية ما بين مسافر ومستريح، وبحكم كون هذين الشهرين نهاية العام، وكل هذه الأمور لها ارتداداتها على الإنسان من جميع النواحي الداخلية والخارجية.

إذن.. ما العمل في شوال وذي القعدة؟

أولًا علينا ألا نغرق في عيب الزمان، فشوال شهر من الشهور، وقد قال النبي «صلى الله عليه وآله وسلم»: «قال الله تعالى: يؤذيني ابن آدم، يسب الدهر، وأنا الدهر أقلب الليل والنهار»، كما أن الأسباب قد تكون من عاداتنا وعدم قدرتنا على إدارة أوقاتنا التي هي أعمارنا، وكما قال الإمام الشافعي:

نَعيبُ زَمانَنا وَالعَيبُ فينا

وَما لِزَمانِنا عَيبٌ سِوانا

وَنَهجو ذا الزَمانِ بِغَيرِ ذَنبٍ

وَلَو نَطَقَ الزَمانُ لَنا هَجانا

والأمر الآخر علينا أن نتفطن للمشاكل التي تحدث فيه، ونتفهّمها، سواء من شركاء حياتنا أو أولادنا أو موظفينا، فالنفوس مشدودة، وعلينا ألا نتخذ قرارات قد نندم عليها طويلًا.

وقد كنتُ كتبت عن المدير للمدير، ومثلها للأب والزوج في كتابي «لا تكن مديرًا.. ابعد عن وجع الرأس»: الأيام الأخيرة من عمر كل شيء خطيرة!

ولذلك كانت الأيام الأخيرة من العام، (وفي المدرسة من العام الدراسي) من الأيام التي تحتاج إلى خطة طوارئ خاصة، فقد لاحظ أن المشاكل تكثر فيها.

ولعل سبب ذلك الشد النفسي والإرهاق، وفي المدارس بسبب قرب الاختبارات، وانتظار الإجازة.

كان حريصًا على أن ينبّه فريقه لذلك، ويعمل معهم كرجال الإطفاء في آخر الأيام، يسارعون لنزع كل فتيل، وإطفاء كل حريق، وتحويل الأيام الأخيرة إلى أيام نشاط ومرح.

@shlash2020