مها العبدالهادي - الدمام

الأحوازيون دعوا الشعوب غير الفارسية للتضامن والخروج ضد الملالي

يواجه النظام الإيراني، منذ الخميس الفائت، موجة احتجاجات جديدة ضد سياستها الداخلية والأوضاع الاقتصادية، التي عصفت بالإيرانيين بجميع مكوناتهم من العرب والفرس والأذريين والأكراد، وواجه النظام تلك الاحتجاجات بالقمع والاغتيال والاعتقالات، التي طالت الكبير والصغير.

وأوضح مدير المكتب الإعلامي لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز ناصر عزيز، أن الاحتجاجات متواصلة، وأن الشعب الأحوازي خرج للاحتجاج على ارتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية بثلاثة وأربعة أضعاف، بداية من مدينة الخفاجية في الأحواز، وامتدت سلسلة الاحتجاج حتى الصالحية ومدينة الأحواز، ومعشور والفلاحية والمحمرة والقنيطرة.

قمع شامل

ولفت عزيز، إلى أن المحتجين الأحوازيين دعوا الشعوب غير الفارسية للتضامن معهم ضد النظام، ولبى الشعب الأذري والشعب الكردي والبلوشي دعوة التضامن، وخرجوا محتجين كلٌ في مدينته، لافتاً إلى أن مدى الاحتجاجات امتد ليشمل عدة مناطق داخل العمق الإيراني، مؤكداً أن الاحتجاجات تواصلت أمس رغم مواجهتها بالقمع، إذ استقطب النظام الإيراني عناصر كثيرة من الحرس الثوري والجيش الإيراني مجهزين بمعدات عسكرية خفيفة وثقيلة لمواجهة الاحتجاجات.

وذكر المركز الإعلامي لحركة النضال العربي أن حكومة الملالي استخدمت المدرعات والطائرات المروحية لمواجهة المحتجين، ولم يعد يكتفي بالأسلحة الخفيفة، وبدأ بعزل الشعب عن العالم عبر قطع الإنترنت لمنع انتشار مقاطع الفيديو، التي تصور مدى وحشية القمع الذي تمارسه ضد الشعب.

وقال عزيز، إن حصيلة المعتقلين وصلت في آخر إحصائية لـ 180 معتقلا، مشيراً إلى أن الأطفال لم يسلموا من قمعهم كذلك، مؤكداً استهداف المحتجين بالرصاص الحي من قبل النظام.

ناصر عزيز


قتلى ومعتقلون

واندلعت الاحتجاجات في مدينتي يزد ونيسابور ومدن فارسان ودزفول وأنديمشك الإيرانية، واستمرت عدة ليالٍ متتالية في عدة محافظات، بما في ذلك لرستان، وجهارمحال وبختياري، وكهكيلويه وبوير أحمد، نقلاً عن موقع إيران إنترناشيونال. ونُشرت أسماء 3 أشخاص من قتلى الاحتجاجات الأخيرة في مدن فارسان ودزفول وأنديمشك الإيرانية.

وأفادت التقارير بإطلاق النار على المحتجين واعتقال العشرات من قبل القوات الأمنية الإيرانية، كما تداولت وسائل التواصل الاجتماعي، السبت، مقاطع فيديو من الاحتجاجات في مدينة نيسابور، شمال شرقي إيران، ورفعت شعارات مناهضة للنظام الإيراني خلالها، وتظهر المقاطع أيضا انتشارا واسعا للقوات الأمنية وقوات مكافحة الشغب في هذه المدينة. كما انتشرت مقاطع لاعتقال المحتجين في يزد وسط إيران.

هذا وقد تم نشر العديد من التقارير في «إيران إنترناشيونال» ومقاطع الفيديو عن قيام عناصر الأمن بإطلاق النار على المتظاهرين في مدن دورود وبروجرد بمحافظة لرستان غربي إيران، فضلاً عن الاعتقالات الجماعية.

وتزامنا مع هذه التقارير، شهدت خدمة الإنترنت في 8 محافظات إيرانية هي فارس وأردبيل وزنجان وجهارمحال وبختياري وكرمانشاه ولرستان وكردستان وأصفهان، تعطلا أو وقفا بالكامل. ولا تزال شبكة الإنترنت في الأحواز مقطوعة عن المواطنين منذ نحو 10 أيام.

طوابير الخبز

ويعاني الإيرانيون من نقص الخبر وفي الوقت الذي انتشرت فيه تقارير عن طوابير طويلة أمام المخابز في بعض المدن الإيرانية، قال رئيس اتحاد المخابز إن سعر الدقيق لصانعي الخبز الفرنسي ارتفع بمقدار 10 أضعاف، وإن مشتريات هذا الخبز انخفضت بنسبة 60 إلى 70 %.

وأضاف رئيس اتحاد المخابز، محمد جواد كرمي، إنه قبل إلغاء الدعم عن الدقيق للاستخدام التجاري، كانت الوحدة النقابية تشتري 100 جوال طحين بـ7 ملايين تومان، لكنها الآن ستشتري نفس الكمية من الدقيق مقابل 70 مليون تومان.