بوليتيكو

قالت مجلة «بوليتيكو»: إن تغير المناخ يعزز الفرص السياسية لليمين المتطرف في إسبانيا.

وبحسب تقرير للمجلة، فإن الجفاف الذي تشهده منطقة الأندلس الجنوبية الشاسعة في البلاد سيعزز حظوظ اليمين المتطرف في الانتخابات الإقليمية في يونيو المقبل.

وتابع يقول: أعلنت الحكومة الإقليمية أنه سيتم إجراء تصويت في 19 يونيو، وأردف: يُظهر ما يحدث من جفاف في المنطقة كيف يمكن للانتهازيين السياسيين الاستفادة من تغير المناخ، عندما تصبح أساسيات الحياة الاقتصادية نادرة، يمكن للسياسة التي تضع المجتمعات في مواجهة بعضها البعض أن تزدهر.

ومضى يقول: إذا صدقت استطلاعات الرأي، فقد يحتل حزب «فوكس» اليميني المتطرف المركز الثالث في انتخابات يونيو، من شأن ذلك ألا يترك للرئيس الحالي من يمين الوسط خوان مانويل مورينو من خيارات سوى توحيد القوى مع حزب العمال الاشتراكي المعارض المكروه (PSOE)، أو محاولة الاستمرار في الأقلية أو جلب اليمين المتطرف إلى حكومة إقليمية في إسبانيا للمرة الثانية منذ وفاة الدكتاتور فرانسيسكو فرانكو في 1975.

وأردف: فترات الجفاف طبيعية في هذا الجزء من البحر الأبيض المتوسط، لكنها تزداد حدة، قالت الجمعية الهيدروغرافية المحلية «إن كمية المياه التي تدخل السدود قد انخفضت بمقدار الخمس منذ مطلع القرن الماضي»، على خلفية هذه التغيرات المناخية يحدث التحول العميق في السياسة الريفية.

وأشار إلى أنه على عكس الأجيال السابقة، من الصعب العثور على مزارع في قرية «لوس بالاسيوس» يريد لأطفاله الاستمرار في العمل الزراعي، حيث باتوا يفضلون لأبنائهم الدراسة والحصول على وظيفة والمضي قدما.

ونبه إلى أن الضغوط على المزارعين بدأت مع بدء الاتحاد الأوروبي إصلاحات متتالية لبرنامج الدعم الزراعي الذي تستفيد منه الشركات العملاقة على حساب صغار المزارعين.

وأشار إلى أن الحزب الشعبي، الذي ينتمي إلى يمين الوسط، والذي دعم هذا البرنامج، فقد الثقة بين المزارعين بسبب مشروع ري سيئ السمعة كان الاتحاد الأوروبي يدعمه.

وأوضح أن هذا الوضع أعطى حزب «فوكس» اليميني المتطرف، الذي انفصل عن الحزب الشعبي في 2013، فرصة لتحدي الاحتكار السياسي التقليدي في إسبانيا.

ومضى يقول: حقق الحزب نجاحًا كبيرًا في الانتخابات الأندلسية الأخيرة في 2018، حيث تمكن من الفوز بـ 12 مقعدًا في البرلمان المؤلف من 109 أعضاء، وفي مارس، تمكن من دخول الحكومة في المنطقة الشمالية الغربية.

وأردف: لقد تحقق الكثير من هذا النجاح من مغازلة فعالة للتصويت الريفي في الأندلس حيث القوة العاملة الزراعية هي 8.7 % من السكان، وهي نسبة ضعف نظيرتها في بقية إسبانيا.

ونبه إلى أن «فوكس» استهدف هذه المجموعة في جميع أنحاء البلاد بوعود الاستثمار والتجديد، فضلاً عن الاستعداد للمحاربة في صفهم.

وبحسب التقرير، يعد الحزب بفتح المزيد من المياه للمنطقة وتحديث الري والمزيد من الاستثمار في البنية التحتية.

وأضاف: أحد العناصر المثيرة للفضول في صعود «فوكس» هو قدرته على الوصول إلى هؤلاء المزارعين رغم عدم وجود بنية تحتية حزبية أو كوادر في هذه القرى.

وتابع: وجد الحزب طريقه إلى قلوب المزارعين المحليين، ليس فقط من خلال الوعود بالمزيد من المياه والاستثمار، ولكنه عبر إعادة «اللغة المعادية للأجانب» إلى السياسة اليومية.