عبدالرحمن آل عويض - الدمام

ابتلعت 3 أطفال.. آخرهم «تركي» قبل أيام معدودة

آخرهم الطفل «تركي» الذي فارق الحياة غرقا منذ أيام معدودة، أحد ثلاثة أطفال راحوا ضحية مستنقعات حي ضاحية الملك فهد بالدمام، حتى أصبح الخوف والهلع يحيطان بسكانه على مدى 12 عاما منذ انتقال بعضهم إليه في عام 1431هـ، ويواجهون كل يوم المعاناة من المستنقعات وزيادة منسوب مياهها، وطالبوا -بدورهم- بضرورة ايجاد حلول عاجلة تنهي معاناتهم خاصة مع الطرق التي بات من الصعوبة السير فيها بمركباتهم، إضافة إلى أن بعضها لا يمكن العبور فيها لدرجة جعلت الوصول إلى منازلهم أو الذهاب إلى المسجد معاناة حقيقية لهم، وأكدوا أنهم يفتقدون أبسط الخدمات وبعضهم اضطر لبيع منزله بسعر أقل من تكلفته والانتقال لأحياء أخرى.

غمر شوارع الأحياء الواقعة غرب البحيرة بالماء

أوضح المواطن عبدالله الغامدي، أن سكان ضاحية الملك فهد يعانون منذ عام 1431هـ من أشياء كثيرة منها: ارتفاع البحيرة الواقعة غرب الضاحية عن الحي قليلا؛ مما يؤدي إلى غمر شوارع الأحياء الواقعة غربها بالماء الذي يخرج كنبع من تحت الاسفلت -ويعتقد البعض أنها مياه جوفية- إلى الأراضي الفضاء جنوبا، والتي تشبعت بالمياه ووصلت إلى المعارض وطريق ابوحدرية شرقا بجانب وجود سواتر ترابية لهذا المستنقع ترتفع فوق منسوب الشارع بأكثر من متر ونصف المتر، ويصل عمقها إلى 2.7 متر في بعض الأماكن، وهناك مستنقع في الوسط بين الحي الأول والسادس، أغرق مدخل الحي الأول من الجهة الغربية والشوارع المتفرعة منه، وأثر على المساكن وبات أهلها يعانون، وأشار إلى أن ارتفاع المستنقعات المحيطة بجامع بن سردوح وجامع الحقيل وسط الحي والمحاذية للمركز التجاري بعمق يتراوح بين المتر ونصف المتر، واحد المستنقعين أرض مدرسة والثاني أرض تجارية، كما أن مدخل الحي الجنوبي أغرقه المستنقع، وتأثرت الشوارع الوقعة غرب مستشفى قوى الأمن الداخلي، وبين أن ما ذكره يعتبر غيض من فيض، ولا يستطيع حصر المستنقعات ولكنها كثيرة ومساحاتها كبيرة لدرجة أنها أصبحت موطنا للطيور المهاجرة أيام الشتاء على اختلافها.

وقال إن شبكة ايصال الماء للمساكن تعتبر أكبر شبكة مياه في المنطقة الشرقية رغم ذلك لا يوجد في الضاحية فريق طوارئ، حيث انكسر الأنبوب ويتم الابلاغ ويتم الإصلاح بعد فترة قد تتعدى 10 أيام، وهذا هدر للماء ورفع لمنسوبه ونحن متضررون في الحالتين.

وذكر أن هذه المستنقعات يذهب ضحيتها أطفال أبرياء وآخرهم الطفل تركي «رحمه الله»، كما تؤثر على الطرق لدرجة أصبح معها الوصول إلى بعض الأماكن خطر جدا، وختم بقوله إن الحي يفتقر أيضا إلى المراكز الصحية وتساءل: هل يعقل أن يكون حي مثل الضاحية فيه مركز صحي واحد فقط؟.

الحي السابع خارج مشاريع الصرف الصحي و«الأمطار»

أشار طلال البشري، أحد سكان الحي السابع بضاحية الملك فهد، وأحد جيران الطفل الغريق تركي «رحمه الله»، إلى أنهم في الحي من مدة طويلة يعانون من المستنقعات، وكذلك المياه في الشوارع، وعند الأبواب مما أدى إلى تلف الطرق وكثرة الحفر وتكاثر الحشرات والقوارض في الحي، وأوضح أن الحي السابع غير مدرج في مشاريع الصرف الصحي وتصريف مياه الأمطار، والوضع أصبح لا يحتمل التأخير؛ لأن المياه طفحت ودمرت الشوارع والبيوت وأصبح السكان يعانون في الوصول إلى بيوتهم، وكذلك الخروج من المنازل حتى أن الطريق المؤدي للمسجد مليء بمياه الصرف، وللأسف المشكلة بلا حل، والأمانة تلقي بالمشكلة على وزارة المياه، والتي تعيدها إلى الأمانة، والنتيجة أن مشاكل الحي تتفاقم للأسف بلا حلول.

وطالب أمانة المنطقة الشرقية بوضع حلول عاجلة، فيما يخصها، عبر سرعة تشغيل محطة تصريف الأمطار، الواقعة في مسار سكة الحديد، ووضع مكائن لشفط المياه المتجمعة في الحوض الموجود في مسار سكة الحديد، وخاصة المنطقة المقابلة للحي السابع وتصريفها من خلال محطة تصريف الأمطار الجديدة.

وقال: نأمل من وزارة المياه وأمانة المنطقة الشرقية سرعة ترسية مشروعي الصرف الصحي وتصريف مياه الأمطار للحي السابع، لأنه غير مدرج في المشاريع التي تنفذ الآن، والتأخير في ترسيتها وإدراجها ليس في صالح سكان الحي، لأنه لو تم توقيع عقودها الآن فلن تدخل الخدمة ولن يستفاد منها إلا بعد انتهاء المشروع الذي قد يمتد لعامين، خاصة وأن الوضع لا يحتمل التأخير، قبل أن نستيقظ على جرح غريق طفل رابع «لا قدر الله». وأضاف إن الوضع من سيئ إلى أسوأ لدرجة أنهم لم يذكروا المطالبات الأخرى، والتي تعد من حقوقهم مثل الحدائق والمماشي بسبب صعوبة الوضع والخطر وأهمية حل مشكلة المستنقعات والطرق أولا والتي أصبحت مخيفة، وقد تودي بحياة أي شخص. وأضاف إن من يرد ممارسة رياضة المشي من سكان حي الضاحية يعرض نفسه للخطر من خلال المشي بالطرقات لعدم توفر أماكن مخصصة.

الإهمال دمر الحي الأكبر والأجمل تخطيطا وتنسيقا

ذكر تركي الناشري، أن ضاحية الملك فهد، الحي الأكبر والأجمل تخطيطاً وتنسيقاً ولكن مع الأسف دمره الإهمال، وقال إن المستنقعات تسببت في غرق 3 من ابناء الحي، آخرهم الطفل تركي الرشيدي «8 سنوات»، ونخشى أن يزيد هذا الرقم مع الأيام، إضافة إلى تهالك مبان حديثة كلفت أصحابها مئات آلاف من الريالات، منها منزلي الذي أسس على تحمل 4 أدوار وعند مراجعة المكتب الهندسي مؤخراً أفادني بأن أتوقف عند بناء دور واحد فقط، حتى يتم حل مشكلة المياه الجوفية وقال إن الشوارع متهالكة، ولا تفي بأدنى المتطلبات وعطلت الحركة ودمرت المركبات، وتسببت لها في أضرار جسمية، وأصبحت أسيرة لورش الصناعية؛ بسبب سوء الشوارع، وأضاف: منذ ما يقارب 4 سنوات بدأت الأمانة في مشروع ردم المستنقعات التي يزيد عددها عن 1000 حسب آخر إحصائية ودفنت ما يقارب 300 منها ثم توقفت الأعمال، ونرجو ردمها بأسرع وقت لكي لا يكون هناك ضحايا جدد بعد أن أصبح هذا الأمر يشكل هاجسا للأهالي تسبب في كبت الأطفال بسبب عدم السماح لهم بالخروج.

وأوضح أن أهم المشاكل أيضا التي تواجه الأهالي في حي الضاحية تتمثل في الكلاب الضالة، التي بدأت تتكاثر حتى وصلت لأعداد كبيرة تشكل خطورة كبيرة على الأطفال، وطالب بسرعة الانتهاء من ترسية مشاريع المجمعات والأسواق لخدمة أهالي الحي وتشييد الحدائق المخطط لها مسبقا لتكون متنفسا للعوائل في ظل عدم توفر أماكن الترفيه بالضاحية.

وبين أن حي الضاحية لا يوجد فيه إلا مركز صحي واحد، ويعاني من قلة المدارس مما يضطر البعض إلى الذهاب بابنائه إلى خارج الحي، ويعاني أشد المعاناة في ذهابهم وعودتهم بسبب سوء الطرق، ودعا الجهات المختصة إلى تحمل المسؤولية، وأن تقوم كل جهة بدورها في أسرع وقت لرفع المعاناة عن الحي الذي أصبح الحزن يخيم عليه من سوء طرقه ومستنقعاته التي تسببت في وفاة 3 أطفال والعدد قابل للزيادة.

غياب الحدائق وأماكن المشي

طالب هجاد الغامدي، أحد سكان حي الضاحية، بإعادة إصلاح وعمل اسفلت للشوارع داخل الحي ٦/ ١١ وجميع أحياء الضاحية من قبل الشركات المنفذة للمشاريع، أسوة بالتي تم الانتهاء منها في أغلب الأحياء منذ أكثر من عامين، وقال: نعاني من أضرار أثناء المرور بالشوارع وتلف السيارات وأصبح الوصول إلى منازلهم يمثل معاناة شديدة إضافة لصعوبة دخول السيارات الصغيرة إلى بعض الأحياء مما يضطرهم إلى الوقوف بعيدا والتوجه إلى منازلهم سيرا على أقدامهم، وأضاف إنهم طالبوا الجهات المختصة كثيرا ورفعوا بلاغات ودائما الرد يكون «سوف يدرج في المشاريع المستقبلية»، ولم يتم إصلاح الشوارع رغم أنهم يعانون الأمرين خاصة وقت هطول الأمطار من السقوط في الحفر والمستنقعات بأغلب الشوارع بجانب عدم وجود أرصفة ومخارج ومداخل للحي مما يضطر البعض لعكس السير وإرباك حركة المرور، حتى الذهاب إلى المسجد أصبح أمرا صعبا بسبب المستنقعات وارتفاع منسوب المياه بجانب عدم توفر الحدائق وأماكن المشي وهذا الأمر يدفعهم للمشي في الشوارع وتعريض حياتهم للخطر بسبب ارتفاع نسبة احتمالات وقوع حوادث دهس.

بيع المنازل والانتقال لأحياء أخرى

بين المواطن خالد المطيري، أنه رغم سعي الدولة دائما لتوفير جميع الخدمات وتذليل كافة الصعوبات التي تعترض المواطن في كافة مناطق المملكة، وفق رؤية المملكة 2030، وأن يكون المواطن والمجتمع شريكين مع القطاعات الأخرى في بناء كيان الدولة العظيمة، إلا أن أهالي ضاحية الملك فهد بالدمام يعانون ضعف الخدمات وانتشار الحفر العميقة على الطريق الاسفلتي داخل الأحياء والشوارع الرئيسية، التي أصبحت تشهد تكدسات كبيرة بسبب سوء حالتها، إضافة إلى مستنقعات المياه المنتشرة في الشوارع وعلى أطراف المنازل والأحياء وزيادتها في حال سقوط الأمطار، وكذلك عدم اكتمال الصرف صحي منذ أكثر من ثلاث سنوات وكذلك طفح مياه البيارات الملوثة وجريانها بالشوارع التي تسببت في أذى السكان والمنازل؛ مما أدى إلى كثرة الباعوض والحشرات الأخرى والفئران داخل الأحياء، وقال: نتمنى من المسؤولين زيارة الحي والاطلاع على مشاكله التي أرهقت سكانه الذين طالبوا منذ سنوات جميع الجهات ذات الاختصاص بإنهاء معاناتهم، والسعي لإصلاحها، مما اضطر أغلبهم لبيع منازلهم والانتقال لأحياء أخرى تتوفر فيها خدمات أفضل، ودعا المسئولين إلى تسوية الحفر العميقة التي تسبب الضرر للسيارات العابرة وإصلاحها بأسرع ما يمكن. وأضاف إن مستنقعات الضاحية والطرق السيـئة أصبحت عائقا حتى أمام زيارات أقارب السكان، كما أن الحدائق تكاد شبه معدومة وليس هناك أي متنفس للأطفال والعائلات وحتى الأماكن المخصصة للمشي.

الخطر يحيط بالأهالي من جميع الاتجاهات

أوضح ساير الشريدي، أن معاناتهم في حي الضاحية أصبحت «هم» يستيقظون عليه كل صباح، وأشغلهم عن كل شيء في حياتهم، وأصبح غرق الطفل تركي هاجسا يشغل تفكير كل الآباء والأمهات في الحي، بسبب خوفهم على أبنائهم، وأضاف إن عدد الضحايا سوف يرتفع بسبب زيادة المستنقعات والحفريات التي تحيط بهم من جميع النواحي، ولا توجد ناحية يؤمن جانبها مما يستلزم حل المشكلة فورا، وبين أن الطرق أصبحت مجهولة، والحركة المرورية فيها مرتبكة بسبب المستنقعات والمطبات خلفها، وطالب المسؤولين بضرورة وضع حلول جذرية لأن الخطر أصبح يحيط بالأهالي من جميع الاتجاهات، وجعل أطفالهم لا يتمتعون باللعب أو الخروج من المنزل بسبب الخوف عليهم.

خطة عمل موسعة لتوفير جميع الخدمات

قال عوض سعيد القحطاني، إن المياه أصبحت تتدفق إلى داخل منازل السكان ومعاناتهم كل يوم في ازدياد، ويخافون على أطفالهم من الغرق في المستنقعات مثل ماحدث للطفل تركي، وأبدى استغرابه من عدم وجود أي حلول حتى الآن بالنسبة لحي الضاحية، أو بوادر لإنهاء المشاكل ولا تزال الطرق سيئة ومكسرة مما أثر على مركباتهم، وطالب بحلول عاجلة لجميع أحياء الضاحية بدون استثناء ووضع خطة عمل بشكل موسع تشمل جميع الخدمات، ومنها الأرصفة، التي أخفتها المستنقعات، مع أي معالم للطريق يمكن الاسترشاد بها.

التجمع الصحي: طرحنا استئجار مركز الضاحية 2

كشف تجمع الشرقية الصحي لـ «اليوم»، عن وجود مركز صحي بضاحية الملك فهد، بجانب طرح طلب استئجار مبنى الضاحية رقم 2، وفي انتظار تقدم أصحاب المنشآت المطابقة للشروط المطلوبة.