عمر بن عبدالرحمن الشدي

عندما يناضل شخص ما في بذل روحه وماله من أجل إنشاء دولة تكون على أسس تجمع الناس ولا تفرقهم، وترسم منهجاً وطريقاً طويلاً للنهوض بأمجاد الأمة والشعب، الذي سينطوي تحتها.

التفكير بإستراتيجية وتصور عميق، وبعيداً عن المصلحة الشخصية يصور لنا دائماً عظم الجهد المبذول، خاصة إذا كان الزمان قبل قرون في ظروف صعبة أشبه ما تكون بالمستحيلة، ومع ذلك تحسب للمغفور له الإمام محمد بن سعود تلك المنهجية والقوة والإقدام في وضع فكرة تأسيس الدولة رغم ما يحيط بها من مخاطر ومصاعب قد لا نستطيع تصور عظمها، بسبب فارق الزمان، ولكن يمكننا تخيل جزء بسيط منها يوضح مدى التضحية والمضي وتحدي الصعاب في الوصول للهدف الأسمى، وهو تكوين دولة فتية بأسس عالية تتطلع للمستقبل وتجمع شتات الناس في أرض اليمامة وما حولها.

وقد منَّ الله عز وجل على الإمام محمد بن سعود بهذا النصر وبدعم رجاله، الذين صبروا معه وحاربوا من أجل تحقيق حلم الدولة، وتأسيس عاصمتها الدرعية.

فالمطلع على ما نعيشه اﻵن من نعم وخير وبلاد مترامية اﻷطراف في أمان يعلم حجم ما بذل في ذلك الوقت كتأسيس وما تبعه من مراحل للدولة السعودية الثانية لنصل إلى الدولة السعودية الثالثة.

ويسجل لهذه البلاد في تاريخ 30-6-1139هـ الموافق 22-2 - 1727م تأسيساً لواحدة من أعظم الدول في هذا الزمان، دولة تضم الحرمين ومساحة مترامية الأطراف، تقود اقتصاد العالم بقيادتها لأسواق الطاقة، وأيضا ريادتها كبلد يقف بجوار الدول ويساعدها ويخفف من آلامها، ورغم المحن وما يدور على العالم تبقى صامدة بسياساتها وخططها السليمة، التي تهدف لرفعة الإسلام والإنسان وبناء جيل يحقق رؤيتها.

@alsheddi