صفاء قرة محمد - بيروت

شدد البطريرك الماروني بشارة الراعي على أن «الانتخابات ممر حتمي لاستعادة مكانة لبنان واحترامه بين الدول، ومن غير المسموح تأجيلها».

وأضاف الراعي في كلمة له أمس: «ما أكثر حاجات دولتنا إلى مسؤولين مخلصين لها وإلى إصلاحات تنقذنا»، داعيا الناخبين في الانتخابات النيابية المقبلة إلى «خلق واقع جديد في البلاد».

وأشار الراعي إلى أن «التحديات الراهنة تفرض علينا الالتفاف حول مؤسّسات الدولة وفي طليعتها الجيش لا سيما في المرحلة المقبلة، التي تستدعي الضبط الأمني»، آملا أن «يدور محور المشاريع الانتخابية حول المطالبة بالحياد وبمؤتمر دولي لأن الوضع الخطير يفرض اتخاذ مواقف جريئة ومتقدمة.

وقال الراعي في كلمته نأمل أن يدور محور المشاريع الانتخابية حول: معالجة القضايا الاجتماعية والاقتصادية، حياد لبنان، عقد مؤتمر دولي، اللامركزية الموسعة، حصر السلاح بالجيش، وتنفيذ القرارات الدولية.

وأضاف بالقول: هذه العناصر، تشكل، من دون شك، خريطة الطريق لإنقاذ لبنان، واستنهاض دولته، وإعادة الكرامة للشعب، وحماية الوحدة اللبنانية، وصون علاقات لبنان مع ذاته ومع الدول العربية والدولية.

مؤكدا أن التغاضي عن هذه الأمور الأساسية طيلة سنوات هو الذي أدى إلى ما نحن عليه اليوم، هذا الوضع الخطير يفرِض اتخاذ مواقف جريئة ومتقدمة. ليس بالمساومات والتسويات اليومية تحفظ الشعوب مستقبلَها في أوطانها وبين الأمم. من علامات الأمل أن قد بدأت تتكون مواقف علنية تدل على اهتمام الدول الشقيقة والصديقة بإيجاد حل للأزمة اللبنانية في إطار الشرعيتين اللبنانية والدولية. فعسى أن تتجاوب الدولة اللبنانية جديا مع الطروحات البناءة، فلا تلتف عليها لتمرير الوقت وإضاعة الفرص.

من جهته، رأى عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب وائل أبو فاعور أن «العهد ومَن يلوذ به ومَن يدعمه لن يتورعوا عن إلغاء الانتخابات النيابية أو تأجيلها وارتكاب هذه الفعلة الشنيعة إذا ما استطاعوا لذلك سبيلا، رغم كل النفاق الذي يمارس في الإعلام وسنتصدى لذلك».

ودعا أبو فاعور إلى عريضة نيابية للدفاع عن إجرائها، لأنهم يعرفون أن الموازين الشعبية والسياسية ستطيح بقسم كبير من تمثيل العهد وتياره وبعض الأطراف الآخرين، الذين يرون أن هذا الفريق السياسي هو الغطاء لهم ولكل سياساتهم وممارساتهم، وسينكشفون على المستوى السياسي العام في حال ضعف التيار الوطني الحر، لأن البلد ومنذ العام 2006 محكوم بمعادلة تفاهم «مار مخايل». وأضاف أبو فاعور هناك فريق يأخذ مكاسب إستراتيجية من لبنان إلى اليمن مرورا بالعراق وسوريا في إشارة إلى حزب الله، وفريق يحقق مصالحه ومنافعه في الداخل على حساب الدولة قاصدا التيار الوطني الحر. فريق يأخذ صك براءة على كل ما قام ويقوم به في سوريا والعراق واليمن وفي كل الساحات، التي يصل إليها مقابل طرف آخر، مقابل تغطيته هذه السياسات يأخذ بالإدارة والكهرباء والصلاحيات والخدمات والتعيينات والقضاء وفي كل دوائر الدولة.

واعتبر فاعور خلال لقاء في مركز كمال جنبلاط الثقافي الاجتماعي في راشيا، أن «الاستحقاق المقبل مصيري على مستوى التوازن السياسي للبلد».