خالد الشنيبر

@Khaled_Bn_Moh

لفت انتباهي خلال الفترة الماضية قيام وزارة الموارد البشرية من خلال حسابها في مواقع التواصل الاجتماعي بإبراز قصص نجاح لموظفين سعوديين في القطاع الخاص، ونالت تلك القصص تداولا إيجابيا في المجتمع خاصة في القطاعات والمهن التي تم استهداف توطينها مؤخرا، وفي هذا المقال سأتطرق لإيجابية هذا التوجه من الوزارة وتأثيره على أفراد المجتمع.

قصص النجاح لا تقتصر على الخيال أو الأحلام، فدائما نجد تسليطا للضوء على قصص نجاح رواد ورجال الأعمال سواء محليا أو عالميا، وتلك القصص يتم إبرازها بعدة طرق منها الإعلام ومنها من خلال التدوين في المواقع الإلكترونية والكتب، ونجد اهتماما كبيرا من فئة الشباب لمتابعة تلك القصص والمحطات التي مرت على أصحابها حتى وصلوا لما هم عليه اليوم من نجاحات.

اليوم نشهد قصص نجاح مميزة لموظفين سعوديين من الجنسين استفادوا من قرارات التوطين الأخيرة، وخلال فترات قصيرة تميزوا في أداء مهامهم وتطوير مهاراتهم ومسارهم المهني بعد الدخول في سوق العمل بالرغم من قصر مدة دخولهم، وتلك القصص أرى أهمية في إبرازها لأن تأثيرها الإيجابي سيستمر لأجيال قادمة، وإبرازها للمجتمع خاصة الطلاب والمبتعثين والباحثين عن العمل له دور كبير في تحفيزهم للوصول لأهدافهم المهنية.

قبل عدة سنوات شهدنا مواسم لجائزة الإصرار والتي تعد إحدى المبادرات الرائعة من صندوق الموارد البشرية لدعم الشباب والشابات وتمكينهم من تحقيق الإنجازات والتفوق في سوق العمل السعودي، وتشرفت بأن أكون من ضمن لجان تحكيم الجائزة «مسار الموظفين» لسنتين متتاليتين، ومن خلال تلك التجربة اطلعت على قصص ونماذج يفتخر بها لقدوات من الشباب السعودي، وتوقفت تلك الجائزة بعد أن شهدت مواسم ناجحة ومميزة.

لا يصل الفرد إلى ميدان النجاح دون أن يمر بمحطات التعب والفشل واليأس، وصاحب الإرادة القوية لا يطيل الوقوف في هذه المحطات، ومثل تلك المحطات من المهم إبرازها لأن الدروس المستفادة منها عديدة، والأثر من تلك المحطات والقصص بلا شك ينعكس بشكل كبير سلوكيا على أفراد المجتمع وتحديدا فئة الشباب.

ما أتمناه خلال الفترة القادمة هو استمرار إبراز قصص النجاح إعلاميا خاصة في الوظائف النوعية التي أثبتت فيها الكوادر السعودية تميزهم بعد تمكينهم من خلال قرارات التوطين، وأن نرى مبادرات تحفيزية من خلالها يتم تكريم قصص النجاح للسعوديين المستفيدين من قرارات التوطين التي أقرتها وزارة الموارد البشرية مؤخرا حتى ولو كان بشكل مناطقي، وإضافة لذلك يكون هناك تكريم للسعوديين «الأفضل» في تخصصاتهم بالقطاع الخاص، ومن خلال ذلك يتم تسليط الضوء بعدة وسائل منها الإعلامية على إبداعات سعودية لخلق روح المنافسة الشريفة بين المميزين في تخصصاتهم مما سيؤدي لتسابق أصحاب الأعمال على استقطابهم.

تكريم وإبراز قصص نجاح الأفراد لا تقل أهمية عن تكريم وإبراز المنشآت التي ساهمت في ولادة مثل تلك القصص والنماذج المهنية المميزة، فاليوم لدينا «جائزة التوطين» والتي تهدف لتشجيع القطاع الخاص لرفع نسب التوطين وتبني نماذج عمل مبتكرة جاذبة للكوادر الوطنية، وما ينقصنا فقط هو إضافة مسارات للأفراد في تلك الجائزة بما أنه لدينا قصص نجاح مميزة أثبتت نفسها في مختلف التخصصات.

ختاما، إبراز وزارة الموارد البشرية لقصص نجاح الموظفين السعوديين دليل على اهتمامها بصناعة «القدوة الناجحة»، وتعزيز ثقافة القدوة له دور كبير في خلق جيل واع ومتفهم لكل ما يدور من حوله.