صفاء قرة محمد ـ بيروت

يشدد الوزير اللبناني السابق اللواء أشرف ريفي على أن «أكبر جريمة وطنية ترتكب بحق العالم العربي والاعتداءات بحقه هو ما يقوم به «حزب الله» لقطع الأوصال مع العالم العربي، خصوصاً مع المملكة العربية السعودية»، جازماً بأن «هذا جزء من المشروع الإيراني وجريمة وطنية كبرى». وفي حوار خص به «اليوم»، يوضح أن التخلص من وصاية «حزب الله» يحتاج لحلّ إقليمي ـ عربي ـ دولي، قائلاً: «أتمنى أن يكون الحل سلميا لا عسكريا»، جازماً بأن «المنظومة بكاملها تتحمل مسؤولية مساعدة «حزب الله» الذي أخذ اللبنانيين رهائن لتطبيق مشروعه الإيراني تحت سطوة السلاح».

يشير ريفي إلى «أن اعتزال الرئيس سعد الحريري سيكون محطة إيجابية لتجديد الحيوية السنية في لبنان»، معلقاً على إعلان بهاء الحريري دخوله المعترك السياسي «إما سيكون نائباً عادياً أو خامة قيادية»، ويضيف: «إن لم تكن الانتخابات النيابية محطة لرفع الوصاية الإيرانية عن لبنان لن أشارك فيها».. وهنا نصّ الحوار:

اعتزال الحريري «محطة إيجابية»

كيف تنظرون إلى قرار الرئيس سعد الحريري بالعزوف عن الحياة السياسية؟

- أنظر إليها إيجاباً، هي محطة لتجديد الحيوية السنية في لبنان، خصوصاً أننا أمام محطة انتخابية ستفرز فيها الطائفة قيادة جديدة.

الزعامة السنية بحاجة إلى خامة قيادية

هل ستكون القيادة الجديدة متمثلة بشخص بهاء الحريري؟

- لا أحد يعلم، إلا أن مَن سينتخب أهل السنة فهو سيكون أمام امتحان كبير، فإما سيكون نائبا تقليديا أو خامة قيادية. وهنا كان عتبي على الرئيس الحريري لأنه أعطي فرصة في العام 2017 للاستقالة ولو فعلاً صمد على الاستقالة لكان أنقذ نفسه والوضع اللبناني من الدوامة، التي كان يغرق فيها نحو جهنم.

مَن المستفيد والخاسر الأول من قرار الحريري؟

- إن المستفيد هو الشعب اللبناني والطائفة السنية، فإن أي تجديد في السلطة السياسية التي ساهمت في أزمة للبلد يجب أن تجدد، لهذا آن الأوان للتجديد في كل المذاهب والطوائف.

اللبنانيون يحملون عون ونصر الله وبري مسؤولية انهيار البلد (اليوم)


تغيير المنظومة السياسية بالكامل

هل ترى أن الخاسر الأكبر هو «حزب الله»، بحيث كان يعتبر الحريري رئيساً توافقياً؟

- حاول «حزب الله» مراراً التمسك بالرئيس الحريري، لذلك كان هنالك حالة من التناقض أو الاصطدام داخل الشارع السني، لناحية سعي الحزب باستمرار إلى التمسك بالحريري.

هل تتوقعون أن تقدم شخصيات سياسية على إعلان اعتزالها العمل السياسي كالحريري؟

- بعد ثورة 17 أكتوبر 2019، أرى أن كل المنظومة السياسية الحاكمة في لبنان يجب أن تتغير، لأنها كانت السبب في إيصال البلد إلى الحالة التي هو عليها الآن، ودمرّت كل مؤسسات الدولة والوضع الاقتصادي والنقدي. لهذا، فإننا أمام تحدٍّ كبير نأمل أن نشهد على طبقة سياسية جديدة مختلفة عن المنظومة القائمة، التي أثبتت فشلها وتتحمل مسؤولية الوضع اللبناني الحالي.

بعد هذا القرار أصبح هنالك شغور في زعامة الطائفة السنية، ما تأثير ذلك على التوازن السياسي بين الأحزاب اللبنانية؟

- لا يوجد فراغ، فالقانون الطبيعي يرفض الفراغ، الحياة لا تبدأ مع شخص ولا تنتهي معه أيضاً، واهم مَن يعتقد أن مصير الأمور تتعلق بشخص معين.

جاهز لأي دور وطني

تتجه الأنظار إلى الدور الذي ستقومون به في إطار ملء الشغور الحاصل على مستوى التمثيل السني، ما هي خارطة الطريق التي ستعتمدها؟

- أنا رجل مبدئي وثابت على قناعاتي سواء ترشحت أم لا، لهذا أي دور وطني مطلوب مني أنا مستعد لذلك وحاضر له والزعامة البديلة هي الناخبة السنية التي تقرره.

نعلم أنكم منذ مدة أطلقتم تياراً عابراً للطوائف والمناطق، كيف سيتجسد هذا بعد المستجدات على الساحة السنية، خصوصاً في الانتخابات النيابية المقبلة؟

- لقد بدأنا في تأسيس تيار سياسي، أطلقنا عليه تسمية تيار «السيادة، النزاهة، الديموقراطية»، اعتبرنا أن لبنان بحاجة إلى سيادة وأشخاص نزيهة ونظام ديموقراطي، إلا أن التطورات الأخيرة في لبنان أخرّت الأمور قليلاً، إلا أنه بعد الانتخابات سنعيد استئناف نشاطنا.

تربطنا صداقة مع بهاء الحريري

هل ستتحالفون مع بهاء الحريري في الانتخابات النيابية المقبلة؟

ـ لن يكون هنالك تحالف مع بهاء الحريري، على الرغم من أن هنالك صداقة شخصية بيننا، قد نتعاون معه في بعض الأمور ولكن ليس هنالك من تحالف انتخابي.

هل ستخوض الانتخابات النيابية، وتحت أي عنوان؟

- لم اتخذ قراري بعد، أعطيت نفسي مهلة معينة لترقب التطورات الإقليمية والمحلية الكبرى لاتخاذ القرار في هذا الخصوص لناحية التحالفات أيضاً وكل ما يخص هذا الاستحقاق، الشعار الذي قد نحمله في الانتخابات هو الحياد والنزاهة، لا أتعاون أبداً مع قوى 8 آذار، حكماً سأتعاون مع السياديين والنزهاء، لا أتعاون مع الفاسدين، إن لم تكن الانتخابات النيابية محطة لرفع الوصاية الإيرانية عن لبنان لن أشارك فيها.

محتجات لبنانيات ضد تدخل إيران السافر عبر أذرعه في بلادهن (اليوم)


المخاض الأخير لرفع الوصاية الإيرانية

شعار رفع الاحتلال الإيراني بات حلم كل لبناني يريد الخلاص من سطوة «حزب الله» على لبنان، هل تعتقد أن السياديين سينجحون في الانتخابات؟

ـ أي واقع يعاكس طبيعة الأمور لا يدوم إلى الأبد، أن يكون هنالك لبنانيون يعملون لمصلحة المشروع الإيراني وضد مصلحة الوطن هذا أمر غير طبيعي ولن يدوم طويلاً، نحن وصلنا إلى المخاض الأخير، في العراق بدأوا بالخروج من القبضة الإيرانية ونحن قريباً سنتمكن من الخروج من القبضة الإيرانية.

هل «حزب الله» المسؤول الأول عن إضعاف الدولة في لبنان واستباحة سيادتها، ومن تعاون معه في ذلك؟

- المنظومة بكاملها تتحمل مسؤولية مساعدة «حزب الله» الذي يتحمل المسؤولية الكبرى في أخذ اللبنانيين رهائن لتطبيق مشروع إيراني تحت سطوة السلاح يصبّ في مصالحه الشخصية.

حل سياسي لا عسكري مع «حزب الله»

انتهاء دور «حزب الله»، هل يستلزم حرباً عسكرية أم حلاً سياسياً؟

- يجب أن يكون هنالك حلّ إقليمي ـ عربي ـ دولي، وأفضل ألا يكون عسكريا إلا إذا لزم الأمر لضربات عسكرية للإيرانيين أو لبعض أدواتهم في اليمن، لهذا أتمنى أن يكون الحل سلميا لا عسكريا.

اعتداءات «حزب الله» جريمة وطنية

كيف تصف الاعتداءات المتكررة، التي يقوم بها «حزب الله» وأعوانه بحق المملكة العربية السعودية ودول الخليج؟

- أكبر جريمة وطنية ترتكب من خلال العمل الذي يقوم به «حزب الله» لقطع الأوصال مع العالم العربي، خصوصاً مع المملكة العربية السعودية، هذا جزء من المشروع الإيراني وجريمة وطنية كبرى.

بعدما خذل الساسة اللبنانيون في المواقف السلبية تجاه الداعم الأول للبنان ألا وهي المملكة العربية السعودية، ما الخطوة الأولى لإصلاح العلاقة بين البلدين؟

- مع استمرار المنظومة الحالية وسطوة الدويلة على الدولة لا يمكن أن نتأمل بحل نهائي، يجب إزالة هذا الواقع شعبوياً وسياسياً ونحرر وطننا ونعيد الأوصال مع العالم العربي لكي نعود إلى تاريخنا.