عبدالله إبراهيم العزمان

تشهد العديد من دول العالم ارتفاعا ملموسا في منسوب المياه، مما جعلها مهددة بالغرق والنسيان كغيرها من المدن، التي طمرتها المياه، فلم يعد لها أي أثر يذكر، ولهذا الغرق أسباب، فمنها عذاب يسوقه الله على قوم من الأقوام، كما حصل مع قوم نبي الله نوح -عليه الصلاة والسلام-، فقد طمرت الأرض بما عليها، وأتاها الماء من فوقها ومن تحتها: (ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر وفجرنا الأرض عيونا فالتقى الماء على أمر قد قدر) وأغرق الله فرعون وجيشه في اليم: (وأنجينا موسى ومن معه أجمعين ثم أغرقنا الآخرين). ومما يذكر في التاريخ الحديث، غرق مدينة بورت رويال في جامايكا، التي غرقت بالكامل في المحيط عام 1692. وقد قتل في هذه الأحداث أكثر من 2000 شخص، وتسونامي الذي ضرب سواحل جزيرة سومطرة إندونيسيا عام 2004، وتسبب في خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات لمعظم دول شرق آسيا.

والسبب الآخر هو انخفاض مستوى بعض المدن عن سطح البحر، ففي تقرير لسنتر كلايمت ذكرت فيه أن هناك 6 مدن ستكون تحت سطح الماء قبل عام 2030 بسبب ذلك، وهي أمستردام بهولاندا والبصرة بالعراق ونيو أورليانز في أمريكا، والبندقية بإيطاليا وهتشي منه بفيتنام، وكلكوتا بالهند.

وارتفاع منسوب المياه سبب آخر أيضا، تعاني منه أكثر من 30 مدينة حول العالم، وستكون عرضة للغرق خلال 100 عام منها شنغهاي بالصين، ودكا في بنجلاديش، حيث يذكر الخبراء أنه إذا ارتفعت الحرارة في هذه المدينة بمقدار 4 درجات مئوية، فسيكون مصير ما يصل إلى 12 مليون شخص للهلاك حتما.

ومنها أيضا مدينة جاكرتا الإندونيسية، التي تغرق بمعدل 25 سم سنويا، مما جعل الحكومة تستعد لنقل العاصمة إلى جزيرة أخرى.

الماء نعمة إذا كان قصدا، لأنه إذا زاد أو نقص تحول إلى نقمة، فلنحافظ عليه ولا نسرف فيه ولنستشعر قدر هذه النعمة ومكانتها، فعن عبدالله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما-: (أن النبي -صلى الله عليه وسلم- مر بسعد وهو يتوضأ، فقال: ما هذا السرف يا سعد؟ قال: أفي الوضوء سرف؟ قال: نعم، وإن كنت على نهر جار).

قال الشاعر:

إذا الماء يوما أفاض عطاه .. وصارت به أرضنا زاهية

تدفق شلاله من علاه .. تلين به أرضنا القاسية

فحافظ بني حفظك الإله .. ولو أن أنهاره جارية

@azmani21