د. عبدالعزيز الغامدي

كثير من الأمراض، التي يعاني منها أفراد المجتمع تعود أسبابها إلى بعض الممارسات الحياتية غير السليمة، التي يعيشها الفرد يومياً دون أن يعلم خطورتها على صحته، بل إن البعض قد يعي المضار الصحية، التي قد تنجم عن تلك الممارسات ومع ذلك لا يبذل أي مجهود لتركها أو التقليل منها. تنفق حكومتنا الرشيدة -يحفظها الله- مبالغ طائلة سنوياً على علاج هذه الفئة من المرضى ولن تتأخر في إنفاق المزيد في سبيل الحفاظ على حياتهم واستعادتهم لصحتهم. ولكن السؤال الذي يتبادر إلى الذهن: مَن هو المسؤول عن صحتك؟

صحة الفرد والمجتمع تبدأ بوعي والتزام أفراد المجتمع، ثم تتشعب الأدوار والمسؤوليات لتشمل وزارة الصحة، وزارة الإعلام، وزارة الثقافة، وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان، وزارة الرياضة، وزارة التجارة والقائمة تطول.

لذا فإن الجواب الشافي للسؤال المطروح هو أن صحتك مسؤولية مشتركة، وأنت تمثل العنصر الأساسي فيها، إن لم تكن ملتزماً بحماية صحتك البدنية والنفسية والاجتماعية ومحافظاً عليها، فإن كل الجهود التي تبذلها كل أجهزة الدولة في هذا الشأن لن تكون ذات فائدة. ويمكن تلخيص دور تلك الأجهزة في نشر الوعي الصحي بين أفراد المجتمع بمختلف أعمارهم وتوفير البيئة الملائمة، التي تمكنهم من ممارسة أنماط الحياة الصحية السليمة وتساعدهم على الوقاية من الأمراض وغرس مبدأ الوقاية خير من العلاج مع توفير الرعاية الصحية اللازمة لهم.

ولعلنا نستفيد من تجاربنا الشخصية أو تجارب القريبين منا، الذين تضرروا من جائحة كورونا كوفيد-19 إما بمعاناتهم أو فقدهم لإصابتهم بالفيروس، وذلك بسبب إصابتهم بمشاكل صحية قد يمكن تلافيها إن حافظنا على صحتنا واجتنبنا الممارسات الحياتية الخاطئة.

ختاماً فلنبادر جميعاً على مستوى الفرد والأسرة والمجتمع على تغيير نمط حياتنا بما يضمن لنا حياة سعيدة ننعم فيها بصحة جيدة.

الرئيس التنفيذي لتجمع الشرقية الصحي

@aalghamdiMD