مطلق العنزي

يتملح الصحفيون بحكاية «الحياد» والموضوعية، وجعلوا منها مسرحيات وأساطير تسير بها ركبان الجامبو، لكن تحسبهم أيقاظا وهم رقود، إذ يزعمون أنهم «تنويريون»، لكن كثيرا منهم يعملون لدى مكائن ضرار، تشكل أذرعة متوحشة لقوى مال أو دول أو أحزاب وتتمالأ معها أيديولوجيا. وأحيانا يصاب الصحفيون أنفسهم بعدوى النفعيات و«فيروسات» الأيديولوجيات. ويتسترون خلف شعار «حرية التعبير»، يمررون الأجندات والمنافع ليصبح حيادهم مهازل وبئس الصنيع.

صحيفة «وول ستريت جورنال»، في مناسبات كثيرة، وتسترا بحرية التعبير، تنال من المملكة، لتبهج قوما عالين. في الأسبوع الماضي نشرت موضوعا بعنوان «تدهور الأعمال الأمريكية في السعودية.. ضربة لخطط ولي العهد». وهو عنوان «مثير» لشهية «الملاغيم»، ولا علاقة له بالصحافة ولا بـ «التنوير» والمعرفة، ومصمم خصيصا للترويج في مكائن البروبغندا، وعلى مقاساتها.

وأحسب أني من الخبراء فيما يسطره الصحفيون المخاتلون، وما بين الأسطر والكلمات، وكابدت طويلا صحفيي الأذرع المشائين بالسوء. وما أن قرأت العنوان أدركت أن الموضوع «ملغوم»، ويصفي حسابات. ولم يخب ظني، على الرغم من أن الكاتب أورد مقدمة مضللة، لكنه اضطر سريعا للإفصاح عن نيته.

قال الكاتب إن شركات أمريكية انسحبت من الاستثمار في المملكة، وتعرض بعضها لمصاعب. لكنه لم يستطع إخفاء الدافع الحقيقي لهجومه العدواني. وهو ثلاثة أسباب، لا غيرها:

* القوانين التي تفرض على الشركات الأجنبية توظيف سعوديين.

* إلزام الشركات الأجنبية، بنقل مقراتها الإقليمية إلى السعودية إذا ما رغبت بالتعاقد مع الحكومة.

* إلزام الشركات بمحتوى محلي، لتعزيز الاقتصاد الوطني.

وهذه الثلاثة أسباب هي المحرض الحقيقي، فالكاتب، بوقاحة، يود من الشركات الأجنبية افتراس الاقتصاد السعودي، وتحريم توظيف السعوديين، لتأتي الشركات بمواطنيها، حتى الذين مهمتهم جمع أوراق وحفظها أو حراس بوابات. وإسداء منافع و«جمايل» لمواطنيها وتوظيفهم على حسابنا. ويود المقرات الإقليمية للشركات في الخارج فيما تهبر بـ «الخمس» من الكعكة السعودية، وتوظف مئات وآلاف الأجانب في مقراتها في الخارج، وفي نفس الوقت تدير معظم مشاريعها الإقليمية في المملكة. وأيضا يود من الشركات تنفيع منتجات بلادها، والامتناع عن الشراء من السوق المحلي حتى شرائح بطاطا أو معلبات زيتون أو ستائر وكراسي مكاتب.

* وتر

كان الشروق..

والمطر والثرى.. وبهجة الصباح الندي

قصائد الواحات والفيافي..

قبل أن يتسمم الفضاء بأنفاس الغادرين..

@malanzi3