أروى المزاحم

بعد أن كنا في حالة من الهدوء تباعا لأعداد حالات كورونا التي انخفضت بشكل ملحوظ وكانت أعداد الحالات المصابة أعدادا لا بأس بها، بتنا الآن نشهد أعدادا خيالية لم نصلها من قبل.. ولا يمكن تسمية الوضع الذي مر بنا سوى بأنه (هدوء.. ما قبل العاصفة) فالأعداد التي كسرت حاجز الخمسة آلاف حالة في اليوم هي أشبه بالعاصفة التي داهمتنا بعد ذاك الهدوء.

حيث كشف المتحدث باسم وزارة الصحة السعودية، الدكتور محمد العبدالعالي، أن المنحنى الوبائي لفيروس كورونا في المملكة يشهد تسارعا عاليا في الارتفاع، وأضاف إن المنحنى الوبائي في المملكة يسجل موجة تواكب الموجة العالمية من حولنا، وتسارعا عاليا في الارتفاع في غضون أيام قليلة، كما أنه توقع زيادة في ارتفاع أعداد الحالات.

ولا يمكن تعزية سبب ارتفاع الحالات المفاجئ بسبب دخول فصل الشتاء وحده، بل لا بد من تسليط الضوء على البعض ممن أهملوا الالتزام بالإجراءات الاحترازية التي فرضتها حكومتنا الرشيدة من أجل تخطي هذه الأزمة، ولعل أغلب الحالات التي كانت بحاجة إلى الرعاية الصحية ودخول العناية الحرجة معظمها حالات لم تستكمل جرعات اللقاحات وهذا يعتبر عاملا أساسيا في استمرار تلك الأزمة، فحتى إن لم تمنع تلك الجرعات من الإصابة بمرض كورونا ولكنها على الأقل ستساهم في تكوين مناعة أعلى حين الإصابة، وستقلل من فرص انتقال العدوى بشكل مؤثر وكبير حسب ما أشار إليه المتحدث باسم وزارة الصحة د. محمد العبدالعالي.

ومن هنا يظهر دور المسؤولية الاجتماعية، التي تعتبر عنصرا مهما في أي مجتمع من المجتمعات، حيث يتعين من خلالها التزام كل فرد من أفراد المجتمع بكل ما يصب في الحفاظ على مصلحة هذا المجتمع وسلامته، فلا يمكن أن يكتب للمسؤولية المجتمعية عناصر النجاح بدون التعاون والإحساس الذاتي تجاه أي حدث طارئ كأزمة كورونا الحالية.

دمتم بصحة وعافية..

@almuzahem