عبدالله إبراهيم العزمان

نستغرب أن يقضي أبناؤنا الصغار والكبار الساعات الطوال أمام شاشات الألعاب الإلكترونية وكيف ينشد أحدهم للعبة فلا يكاد يسمع نداء أب أو مناشدة أم أو طلب أخ أو أخت، ولكن بنظرة سريعة للمعلومات التي سنتطرق إليها لن نستغرب كيف فعلت تلك الألعاب برؤوس فلذات الأكباد، وإذا عرف السبب بطل العجب.

عالم الألعاب الإلكترونية بدأ بالتحديد في عام ١٩٧٢م بجهاز قدمته شركة ماجنموم فوكس وباعت منه في ذلك الوقت ما يقارب من ٣٥٠ ألف جهاز، إلا أن الجهاز الأشهر في تلك الفترة كان جهاز الأتاري، والذي ظهر في عام ١٩٨٢م وباعت منه الشركة قرابة ٣٠ مليون نسخة، ثم جاء الجهاز الذي توارثته الأجيال وتعلقت به، وهو جهاز بلاي ستيشن١ من شركة سوني والذي ظهر في عام ١٩٩٤م وباعت منه الشركة ١٠٢ مليون ثم باعت من الإصدار الثاني منه قرابة ١٥٥ مليون نسخة ليعد بعدها أكثر جهاز تم بيع نسخ منه حتى الآن، ثم توالت النسخ الأخرى حتى وصلنا إلى النسخة الخامسة منه في عام ٢٠٢١، إذن ليس عجبا أن يدخل جهاز بلاي ستيشن كل بيت ويلعب به الصغار والكبار. إن ما يجعل أبناءنا يزدادون تعلقا بهذه الألعاب، هو حرص صانعيها على صناعة عالم افتراضي مليء بالإثارة وحافل بالتنافس والندية، ينتقل اللاعب في هذا العالم من مرحلة إلى أخرى ويزداد فيها التشويق والإثارة، لذا تصرف الشركات المبالغ الطائلة والأوقات الطويلة لتصميم هذه الألعاب لزيادة عدد مستخدميها عبر العالم، فعلى سبيل المثال، استغرق العمل على إعداد الإصدار الخامس من لعبة جتي ايه ٥ قرابة ٤ سنوات وكلفت ٣٠٠ مليون دولار، ولكنها استطاعت أن تجني منها ٧ مليارات دولار حتى عام ٢٠٢٠. ويبلغ عدد ممارسي الألعاب الإلكترونية ٢.٩ مليار ممارس أي ما يقارب ١/٣ سكان الأرض، وعلى الرغم من أن بعض هذه الألعاب تعتبر مجانية أو تقدم برسوم بسيطة، إلا أنها استطاعت أن تجني أرباحا خيالية من خلال تطبيقها لفكرة جديدة للمداخيل تسمى الشراء من داخل اللعبة كما فعلته لعبة ماين كرافت والتي تجاوز عدد مستخدميها حاجز ٢٠٠ مليون مستخدم. وهنا لنا وقفة، اللعب في حد ذاته متعة ومهارة، ولا نستطيع أن نمنع أبناءنا منه، ولكننا بحاجة ماسة لتقنين استخدام الألعاب ومتابعة ما يعرض عليها من وقت لآخر، وإبعاد ما له تأثير مباشر على أخلاق ودين أبنائنا، ويكون ذلك بالحوار الهادئ والإقناع بالطرق المناسبة.

قال أمير الشعراء

إن اليتيم هو الذي تلقى له.. أما تخلت أو أبا مشغولا

إن المقصر قد يحول ولن ترى.. لجهالة الطبع الغبي محيلا

@azmani21