سينديكيشن بورو

قال موقع «سينديكيشن بورو»: إن السياسة الخارجية لحركة طالبان تشكل مخاطر في الداخل والخارج.

وبحسب مقال لـ «دنيانيش كامات»: في 10 يناير، سعى وزير خارجية طالبان بالإنابة، أمير خان متقي، إلى طمأنة جيرانه بأن الحكومة الأفغانية الجديدة ملتزمة بالسلام، وقال في رسالة بالفيديو: «نحن لا نخلق انعدام الأمن أو مشكلات أخرى لأي شخص. يمكن للجميع أن يأتوا بحرية ويعيشوا».

وأضاف: مع ذلك، ورغم الكلمات المهدئة، فإن سياسة طالبان الخارجية، إذا كان بوسع المرء أن يسميها كذلك، فشلت حتى الآن في كسب المؤيدين.

وتابع: من أقرب حليف لها «باكستان» إلى الدول الصديقة الأخرى المحيطة بأفغانستان مثل إيران والصين ودول آسيا الوسطى، تكافح الحركة للحفاظ على علاقات حسن الجوار، وهذا أمر مقلق لأفغانستان في الخارج كما هو مقلق للأفغان في الداخل.

ونوه بأن التوتر في العلاقات مع باكستان هو الأكثر أهمية، مضيفا: لطالما عززت إسلام آباد طالبان كحليف، الذي يمثل الحدود المتنازع عليها بين البلدين.

ولفت إلى أن التهديد الذي تتعرض له إسلام آباد من رفض طالبان السماح بالسياج هو أنه سيمكن حركة طالبان باكستان من الاستمرار في استخدام المنطقة الحدودية المتنازع عليها لتصعيد الهجمات ضد الدولة الباكستانية.

وأضاف: بعد توليها السلطة في أغسطس 2021، أطلقت طالبان سراح العديد من سجناء حركة طالبان باكستان من السجون الأفغانية، وأعلنت حركة طالبان باكستان بدورها أن طالبان نموذج لحربها ضد باكستان.

ونبه إلى أن تحفظ طالبان على السياج لا ينبع فقط من التقارب الأيديولوجي، موضحا أن الحركة تشعر بالقلق من أنها إذا قامت بضغط شديد على طالبان باكستان ربما تنتقل كوادرها إلى العدو اللدود لطالبان، وهو ولاية خراسان، مما يؤدي إلى تضخم صفوفه.

وأشار إلى أن حركة طالبان الأفغانية لا تشعر أنها مدينة لإسلام آباد، موضحا أن المسرح مهيأ للكثير من الاضطرابات المستقبلية بين البلدين.

وتابع: فيما يخص العلاقات مع إيران، فالعلاقات بين نظام طالبان وطهران تتدهور، لا تزال إيران ترفض الاعتراف بحكومة طالبان بسبب افتقارها إلى الشمولية.

وبحسب كاتب المقال، فإن العلاقات بين أفغانستان وجيرانها في آسيا الوسطى ليست أقل خطورة.

وأضاف: في 3 يناير، تبادلت طالبان وحرس الحدود التركمانستان إطلاق النار، وفي أكتوبر، أجرت روسيا تدريبات عسكرية على طول حدود طاجيكستان مع أفغانستان.

وأردف: في الشهر نفسه، وافقت الصين على تمويل بناء نقطة حدودية بالقرب من الحدود الطاجيكية الأفغانية المتاخمة لمقاطعة شينغ يانغ الصينية، في إشارة إلى أن بكين لا تثق في التزامات طالبان بمنع مرور مسلحي الإيغور إلى شينغ يانغ.

وتابع: يشير فشل طالبان في تهدئة مخاوف جيرانها، إضافة للاشتباكات الحدودية الأخيرة، إلى أن النظام مليء بالفصائل وغير متماسك، يمكن أن تؤدي هذه الانقسامات إلى حرب ضروس داخل طالبان في الأشهر المقبلة، التي بدورها ستؤدي إلى تفاقم النزاعات المحتدمة بين طالبان مع جيران أفغانستان.

وأردف: يلوح في الأفق الوجود الأكثر خطورة لتنظيم الدولة في خراسان، والذي يمكن أن يخطو إلى الفراغ الأمني ويجعل أفغانستان مركزا للإرهاب العالمي مرة أخرى.

واختتم بقوله: إن السياسة الخارجية المتعثرة لطالبان ليست سوى غيض من فيض تحديات أفغانستان، ويجب على المنطقة أن تستعد لمزيد من الصراع في المستقبل.