د. مطيران النمس

هناك مَن يصنع النجاح لنفسه، من خلال معرفة قدراته الكامنة في روحه وعقله وثقافته وعلمه ويصنع الفرق، فيما تجد على جانب الطرف الآخر مَن يحاول يصنع نجاحه على حساب الآخرين، مع أن النجاح فرصة متاحة للجميع في ظل ما يتوافر من معطيات إيجابية، على صعيد الموظفين نجد منهم مَن يفشي الأسرار، وينقل الحدث من مسؤول إلى مسؤول أو من فرد إلى مسؤول، ويتفنن في حبك النميمة، ليس بهدف نجاح العمل، بقدر ما هو بحثاً عن مصالحه الشخصية؛ لأن مثل هؤلاء لا يمكن أن يكتب لهم النجاح إلا بهذه الطرق الملتوية والخبيثة، ذكر مهاتير محمد رئيس الوزراء، أنه كان حاضراً حفلاً لللأنشطة الطلابية لمدارس كوبانجباسو في ماليزيا قبل أن يصبح وزيراً للتعليم بعدها، فأقام بطرح فكرة في الحفل ملخصها، عمل مسابقة للمدرسين، وهي عبارة عن توزيع بالونات على مدرس، مطالباً كل واحد نفخ تلك البالونة، وربطها برجله، وجمع كل المدرسين في ساحة مستديرة ومحدودة، وقال: لدي مجموعة من الجوائز، وسأبدأ بحساب دقيقة واحدة فقط، وبعدها سيأخذ كل مدرس مازال محتفظاً ببالونته جائزة، بدأ الوقت وهجم الجميع بعضهم على البعض، كل واحد يريد تفجير بالونة الآخر، ووقف مهاتير بينهم مستغرباً، وقال: لم أطلب ذلك، ولو كل شخص وقف دون اتخاذ قرار سلبي ضد الآخر لنال الجميع الجوائز، في الغالب التفكير السلبي يطغى على عقول الجميع، وبالذات مَن يبحثون عن النجاح على حساب الآخرين بأي طريقة كانت، حتى لو كان ذلك يؤدي إلى تدمير الشخص المقابل، مثل هذه الأشياء موجودة في حياتنا الواقعية، لكن لازم كل فرد يحط في باله أن نجاحه لن يتوقف على فشل الآخرين، ومن خلال سعيه لمضرتهم؛ لأنه كلما كنت إنساناً فاضلاً محباً للخير، مستفيداً من تجارب الآخرين وليس مقارناً لهم وبهم، وكلما بدأت بالفعل في إحسان نيتك، وإصلاح حالك، أزلت ضواغن الحسد والبغض والشحناء من نفسك وقلبك، وطهرتها بعمل الخير وحبه لك ولغيرك، إن شاء الله ستنال التوفيق والنجاح من رب العالمين في دنياك وآخرتك.

@alnems4411