د. شلاش الضبعان

بعض البنات تنتظر فارسا طويل القامة عريض المنكبين جميل الملامح، فإذا لم يأتها هذا الفارس انتظرت حتى يفوت القطار، وإن ركبت القطار وتزوجت من أتاها بدأت في التذمر وإطلاق النكات عن ملامح زوجها وطريقة حياته، وشمتت القريبة والبعيدة، وقد تؤدي بها الحال إلى تدمير بيتها وتشتيت حياتها.

لهؤلاء العزيزات قليلات التجربة، أذكر قصة أوردها جار الله الزمخشري في ربيع الأبرار ونصوص الأخيار تقول: دخل محمد بن عباد على الخليفة العباسي المأمون، فجعل المأمون يعممه بيده، وجارية على رأسه تتبسم، فقال لها المأمون: مم تضحكين؟ فقال ابن عباد: أنا أخبرك يا أمير المؤمنين تتعجب من قبحي وإكرامك إياي، فقال: لا تعجبي فإن تحت هذه العمامة مجدا وكرما، وأنشدها:

وهل ينفع الفتيان حسن وجوههم... إذا كانت الأعراض غير حسان

فلا تجعل الحسن الدليل على الفتى... فما كل مصقول الحديد يماني

نحتاج الواقعية في بداية حياتنا الزوجية، ونحتاج الواقعية أثناء حياتنا الزوجية، حتى تستمر هذه الحياة، فمن ذا الذي ترضى سجاياه كلها، وكفى المرء نبلا أن تعد معايبه، وكم من جميل الصورة كانت الحياة معه قبحا، وكم من هو دون ذلك كانت الحياة معه فخرا، والمقياس الحقيقي هو جمال الحياة لا جمال أشخاصها.

أيضا الشاب ليس بعيدا عن هذا، فالمواصفات التي يريدها البعض في شريكات حياتهم تصل إلى مرتبة الحور العين فإن تزوج بشرا له إيجابيات وسلبيات تحطم وتحلطم، وفي الحديث يقول المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم «لا يفرك مؤمن مؤمنة إن سخط منها خلقا رضي منها آخر»، ولا يفرك يعني لا يكره.

من هو شريك الحياة المثالي؟

لا نحتاج إلى مستشار نفسي أو خبير في العلاقات الزوجية حتى يضع لنا المواصفات المناسبة لشريك الحياة، فقد قال من لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وآله وسلم «إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض، وفساد عريض»..

وضعي تحت فتنة في الأرض وفساد عريض خطوطا.

@shlash2020