شوق السماعيل

ما الذي يدفعك لخوض مثل هذه الحياة المُجهدة؟

يجب أن تتذوق مرارة الخسارة لتتجرع حلاوة الفوز، عليك أن تُخفق حتى تصل لحد النُضج!

عليك أن تدرك أن حياتك هذه والتفاصيل، التي تخوضها الآن لا تتموضع حولك وحسب، بل إن لها تأثيراً بالغاً على أهلك وأحبتك وأبنائك وذريتك في المستقبل البعيد، والأهم من كل ذلك هو تأثيرها على ذاتك بعد عدة أعوام!

ثم إنه لن تُحيق بك الشرور ما دُمت متشبثاً بالله متوكلاً عليه، سيدفع الله عنك كل أذى ويحميك بحمايته، التي لا توازيها أي حماية على وجه الخليقة، اجعل الله محور حياتك، ولا تجعل الدنيا أكبر همك، لتأتيك الدنيا راغمةً على أعاقبها، وتنساق لك أمنياتك سوقاً عظيماً لم تتصوره ذات يوم.

عليك أن ترتقي بأفكارك المحدودة ووعيك المُنغلق إلى أفكار أكثر رحابة وانشراحاً، من آفاق السكون المحصورة إلى آفاق الضجيج الواسعة، في مرات كثيرة لا تنمو الأفكار إلا في أجواء الحركة والنقاش، وفي مراتٍ عديدة لا يولد الإنجاز إلا في خضم الازدحام والضغوطات النفسية، ولذلك فوجود ممارسة معينة يكمن بها شغفك لنمو الأفكار وتوالدها حتى تتحول إلى مشاريع في مستقبل الأيام، لهو أمر في غاية الضرورة!

ثم عليك أن تنصب تركيزك على إستراتيجية بناء الأهداف وتحديد الأولويات، إدراك حقيقة أحلامك وقياس إمكاناتك الحالية على تحقيقها والعمل عليها، إنه من الضروري أن تخسر الكثير من الأشياء والأشخاص لتكسب نفسك، ثم إن النبيل الحقيقي لا يضيّع نفسه في الجدال عن سفاسف الأمور والخوض في صغارها.

عليك أن تقود ذاتك لتحقيق الرؤية، التي لطالما كُنت تتطلع إليها.

هذا سيرفع من صلاحياتك ويمكنّك بشكلٍ أكبر، ويحسن من قدرتك على اتخاذ القرار دائماً.

إن عملية هيكلة وبناء أحلامك وترتيبها وفقاً لمكانتها عندك أحد أهم عوامل تخطي المصاعب والمقدرة على النهوض بعد السقوط، افعل ذلك بنفسك، لا تسمح لأحدهم أن يقوم بهذه المهمة بدلاً عنك.

هناك دوماً فصل ضيّق، وفصل شيّق..

فصل مأساوي وفصل مُبهج..

هناك دوماً صفحات مؤنسة، وصفحات مليئة بالرتابة..

هناك فصول مؤلمة وأخرى سعيدة..

تعيسة وأخرى رائعة..

هناك دوماً في الحياة فصول تستحق العيش، تستحق التجربة والمغامرة، تستحق أن تُخاطر لنفسك كي تُبصر منعطفاتها وتشهد خواتيمها.

إن الأمل هو الظل الذي يستظل به المرء، هذه الفوضى العارمة ستمضي، في أحد الأيام ستجد نفسك في مكان مرتب جداً، ستشتاق لفوضويتك السابقة، قِس ذلك على تفاصيل حياتك المؤنسة والمُملة، لا تسأل السعادة وتطلبها بلا مُقابل، كذلك النجاح، لا تحُلم به بينما تتوسد تلك الوسادة الحريرية، تحت تلك الأغطية الدافئة، بلا بذل، ولا سعي، فقط تحلم!.

لم يعجز الله عز وجل عن خلق 7 سماوات بلا عمد و7 أراض تحِمل المخلوقات جميعها أيعجز عن جبر قلبك! أيصعب عليه أن يحمل ما فاض فؤداك به من ضيقٍ وكدر! أيكبر عليه أن يُداوي ما تبثّ به لَواعجك؟

يُلازمك القلق دائماً وفرط التفكير مما يُرهقك ويُثبّط قواك، متناسياً أنك تجاوزت، بل وكان بوسعك القضاء على أكثر من هذه الأمور بأضعافٍ، ومتناسياً مدى قوتك وقابليتك للتحمل، أنت تملك كُل هذه العزيمة!

إياك أن تخذل كُل انتصاراتك السابقة.

إياك أن تفترَ عزيمتك، ويخُور جهدك، وتذبلُ روحك، ثق بربك ثم بنفسك.

Twitter: sh9009_