نادية مشاري العتيبي

وجهك المعتاد الذي أنظر إليه متى ما شئت فيفيض قلبي بأنهار من رضا وابتسامات متتالية لا انقطاع لها، ملامحك النبيلة التي تترجم طبيعة روحك النقية بتعابيرها، لا تحتاج أن تتحدث حتى تشرح ما يخالط نفسك الطيبة، يكفي أن أنظر إلى محياك العزيز حتى استشف ما بك !، لا أتصور أن أستمع إليك ولا أتأملك حبا وجلالا، وأبتسم لك فتبادلني بابتسامة أجمل لتقع في أعمق نقطة في فؤادي الذي امتلأ بك حتى أصبحت تلك الابتسامة أرق ما مس هذا القلب من شيء أبدا ! كم للحواس من عظمة في أثرها على من اعتاد النور وتأمل أبسط تفاصيل الحياة واستشعار كل شيء في محيطه ! (نور عيوني) ليس فقط ما يجعلني أبصر ! ولكن من اعتادت عيني على رؤيتهم واشتاقت ملامحهم، إن النعمة في الحاسة التي نملكها لا تقتصر فقط على كيانها القائم بذاته ! بل على ما تجلبه لنا من مشاعر أو ماديات محسوسة، ولا تختلف كل حاسة عن الأخرى في عظمتها، جميعها هبات ورحمات من الله جل في علاه، لا ندرك الوجود المهيب لها إلا عندما نصاب فيها، وعافية الحواس هي ثمرة محبة الله لخلقه، ولنعلم أن هذا التمام الذي خلقنا عليه هو محض تفضل من الكريم الذي خلقنا فسوانا وجعلنا في أحسن صورة، لا حرمنا الله الوجوه التي نبصرها فتنبعث المحبة من قلوبنا بلا حد ولا انتهاء، ولا أطفأ البهاء فيها، ندعوك يا ربنا أن تظل مشرقة كالشمس في وضح النهار تنعكس أشعتها

لتنير المسافة ما بيننا مهما امتدت، وأن تبقى هكذا! متلألئة مثل النجوم عندما تظلم السماء وتكتسي السواد، نعيش في تفاصيلها وتعيش في قلوبنا، نعرفها وتعرفنا دائما، نرجوك أن تمتعنا بأسماعنا وأبصارنا وجميع حواسنا ما أحييتنا أبدا.. انتهى.

otaibin@rchsp.med.sa