ترجمة: إسلام فرج

شراكة الميليشيا المدعومة من إيران مع «التيار الوطني الحر» لن تستمر

قال موقع هيئة الإذاعة الألمانية «دويتشه فيلله»: إن حزب الله يخسر شعبيته في لبنان؛ بسبب مواقفه المعادية للسعودية.

وبحسب تقرير للموقع، فإن الخطاب العدواني للحزب تجاه السعودية أثار غضب رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي والرئيس ميشال عون، اللذين نأيا بنفسيهما علانية.

ومضى يقول: بدأ لبنان المنكوب بالأزمات هذا العام بأسبوع أول صعب، في 4 يناير، سجل سعر الصرف أدنى مستوى له على الإطلاق، حيث بلغ سعر الدولار الواحد في السوق السوداء 30 ألف ليرة لبنانية، رسميا، الليرة مرتبطة بالدولار، لكن السعر الثابت أصبح فعليا بلا معنى في ظل الأزمة الاقتصادية التي طال أمدها في البلاد.

وأشار إلى أن الخطاب العدواني لحسن نصر الله تجاه المملكة، أدى إلى إشعال التوترات الدبلوماسية بين لبنان وحليفته السعودية.

وأضاف: سارع رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي إلى إصدار بيان، لم يهدف فقط إلى الحد من الضرر الدبلوماسي، بل أظهر أيضًا نفاد الصبر المتزايد مع الميليشيات المدعومة من إيران وحزب الله.

علاقات لبنان

وبحسب التقرير، قال ميقاتي: «تصريحات نصر الله لا تمثل الحكومة اللبنانية ولا غالبية اللبنانيين»، وأضاف إنه «بينما حزب الله مدعو ليكون جزءا من الانتماء اللبناني المتنوع، إلا أن قيادته تعارض هذا الاتجاه بمواقف تضر أولا باللبنانيين وثانيا بعلاقات لبنان بشقيقتها السعودية».

ونقل عنه قوله: من أجل الله، ارحموا لبنان واللبنانيين، وأوقفوا الخطاب الطائفي والسياسي البغيض.

وأردف: ميقاتي ليس الوحيد الذي بدأ في زيادة الضغط على حزب الله، أصبح الرئيس ميشال عون أكثر انفتاحا في عدم ارتياحه، وانتقد الأسبوع الماضي «حزب الله» لإلحاق الضرر بالعلاقات مع دول الخليج من خلال التدخل في أمور لا تهم لبنان، في إشارة إلى اليمن.

ونبه إلى أن تحذير عون هو أكثر أهمية لأن حزبه المسيحي الماروني، التيار الوطني الحر، جزء من «تحالف 8 آذار» مع «حزب الله».

ومضى يقول: علاوة على ذلك، فإن اللبنانيين قلقون بشكل متزايد من خطاب حزب الله فيما يتعلق بدول الخليج.

ونقل عن أمل منلا البالغة من العمر 62 عامًا قولها: حزب الله يسبب مشاكل لأبنائنا الذين يعيشون في الخليج، لماذا ينتقدون الخليج باستمرار بينما يدر مئات الآلاف من اللبنانيين الأموال من هذه البلدان لمساعدتنا هنا؟

وأردف: بالنسبة لها، من الواضح أن حزب الله بدأ يفقد الأرض في لبنان، ولا يتفق مع الحزب السكان المحليون الآخرون.

تعرض لضغوط

ونقل التقرير عن مهند حاج علي، من معهد «كارنيجي» الشرق الأوسط، قوله: بالنظر إلى السقوط الحر الاقتصادي والمالي في لبنان، فإن التحالفات السياسية تتعرض لضغوط، والجميع يخسرون أرضهم.

وتابع التقرير: مع ذلك، على الرغم من احتلاله لموقف قوي عسكريا وسياسيا، سيضطر حزب الله قريبًا إلى مواجهة موضوعين حساسين قد يؤثران على الحزب بشدة، فمن ناحية، تقترب الانتخابات العامة اللبنانية، ومن المقرر إجراؤها في 15 مايو.

ونقل عن حاج علي، قوله: يحاول التيار الوطني الحر الاستفادة أكثر من التحالف مع الحزب، لا سيما مع اقتراب الانتخابات الرئاسية، و«حزب الله» ليس مستعدا لانتخاب جبران باسيل، زعيم الحزب وأقرب ما يكون لولي عهد الجنرال عون، لدي قناعة بأن تحالف «حزب الله» مع «التيار الوطني الحر» لن يصمد في هذا العام المحوري دون اتفاق على الرئيس المقبل.

وأردف التقرير: من ناحية أخرى، من المحتمل أن يكون التحقيق في انفجار الميناء مشكلة للحزب.

ونقل عن حاج علي، قوله: حزب الله يعرقل اجتماعات الحكومة للتوصل لاتفاق بشأن احتواء عمل القاضي بيطار الذي يقود التحقيق في انفجار ميناء بيروت، طارق بيطار يرأس التحقيق ضد سياسيين بارزين بينهم علي حسن خليل حليف حزب الله.

مأزق مزدوج

ومضى التقرير يقول: بدوره، منع حزب الله وحلفاؤه مجلس الوزراء من الاجتماع منذ 12 أكتوبر، ومع ذلك، فقد أدى هذا الوضع إلى مأزق مزدوج، بدون مجلس الوزراء، لا يمكن اتخاذ أي قرار لمعالجة الأزمات المتعددة، والتي وصفها البنك الدولي كواحد من أخطر الانهيارات المالية في تاريخ العالم، بالإضافة إلى ذلك، وضع صندوق النقد الدولي شروطًا لتخصيص الأموال للاقتصاد اللبناني المتعثر، من بينها ميزانية 2022 التي يجب أن يوافق عليها البرلمان ويوافق عليها مجلس الوزراء.

وأضاف: في المقابل، بالنسبة لميقاتي فإن الكثير على المحك ويبدو أن الضغط المتزايد على حزب الله هو الطريق الأسهل، وقال ميقاتي: «أعتقد أن جدول أعمال (مجلس الوزراء) ووجود الميزانية يجعل اجتماع مجلس الوزراء أكثر من ضروري ولا أعتقد أن أحدا سيقصر في واجباته الوطنية».

وتابع: من ناحية أخرى، لم يحدد ميقاتي بعد أي عواقب إذا لم يحضر الوزراء المدعومون من حزب الله وحلفاؤهم، حتى الآن، أعلن عن إطار زمني لا يزيد على بضعة أيام، وقال عقب لقائه رئيس الجمهورية ميشال عون: «إن مجلس الوزراء سينعقد فور تسلمه موازنة 2022».

وبحسب التقرير، في غضون ذلك، يبدو أن الرياض لا تصعد من خطابها ضد لبنان، بل تشير إلى أنها لا تأخذ نصر الله على محمل الجد.

وأردف: أكد السفير السعودي في لبنان، وليد بخاري في 6 يناير: «إن علاقات المملكة مع لبنان أعمق من أن تتأثر بالتصريحات غير المسؤولة والعبثية».