يوسف الحربي

عصر جديد من الابتكار بدأ منذ إعلان تفاصيل ميثاق الملك سلمان العمراني، الذي يعتمد على رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في المجال العمراني، التي ترتكز على عمق الأصالة في البنية العمرانية بوصفها جوهر الإبداع والجمال، التي تواكب بمرونة وحرص تطورات العصر لتركز تجددها الأصيل. وهذا الميثاق أطلقته هيئة فنون العمارة والتصميم بوزارة الثقافة من خلال معرض للتعريف بالمبادرة العمرانية للرؤى الخاصة بخادم الحرمين الشريفين، التي كانت ملامحها الجمالية واضحة على مدينة الرياض وتطورها العمراني، حيث تم توثيقها من خلال فيلم وثائقي تعريفي مع تصورات بصرية وصور ومخططات عمرانية وتصاميم ووصف شامل للتعريف بهذا المشروع، الذي سيحمل الكثير من العمق وسيتحوّل إلى منهجية عمل من المؤكد أنها ستنعكس في تجليات جمالية تحاكي تقدّم وازدهار المملكة في كل النواحي، التي تسعى لتحقيقها والتميز فيها واستشراف مستقبلها بوعي وإدراك وثبات دائم على الهوية والخصوصية الثقافية والاجتماعية والبيئية، حيث تم تقديم شامل لفكرة ورؤية التصور العمراني، التي ستبدأ عهدا مميّزا يجمع الأصالة بالحداثة والخصوصية بالانفتاح والثبات على القيمة مع التجدد الجمالي كما أعلن بالإضافة إلى الخدمات والحوافز والجوائز التي ستعطي بُعداً وتأثيرا مميزا. فهذه المبادرة ستحمل قيما وأهدافا تدعو إلى تأصيل العمارة وتركيز الرؤى البصرية من أجل الجمع بين التصميم الهندسي مع الخصوصيات الجمالية والاقتصادية وتطوّرها وتركيز المحدثات الشكلية لبناء المؤسسات العامة والحفاظ على الطراز العمراني المتفرّد لطبيعة وجغرافيا المملكة بما يضمن جودة الحياة في الحاضر واستشراف المستقبل، خاصة مع نشر هذه المبادرة على أكثر من منطقة بما يتوافق بدوره مع طبيعتها الخاصة من حيث البيئة والبنية العمرانية العامة والهندسة والتصورات والزخارف والتجانس بين الماضي والحاضر والمستقبل وتقبّل الكفاءات البشرية واستيعاب الطاقات الهندسية والفنية وخلق التعاون بينها لتكثيف التوجهات الجمالية وتركيزها على المخططات العمرانية وتجسيدها وفق خصوصيات تستشرف المستقبل الأيكولوجي وتدعم الطاقة النظيفة وتحسّن مستوى التعامل البصري مع الأمكنة بدرجات تعي الجمال وترتكز فيه على مفاهيم التنمية المستدامة وتصوراتها.

إن هذا المشروع هو رؤية تركز أبعادها على أكثر من صعيد ومنطقة وجهة وطاقة وكفاءة قابلة لتطوير فكرة التعاون بين المؤسسات والقطاعات والتعاون الفكري والفني وتمتين أسس عمل جديدة مبنية أيضا على المتابعة والمواكبة والتأصل المتجذّر في الهوية والانتماء الثقافي مع وضع الخطوط على مساراتها من حيث التركيز الميداني والإعلامي بالتشاور وقبول المقترحات والأفكار والتصورات واحتواء الخبرات الوطنية، التي تعي تماما قيمة الهوية والخصوصية وتدعم حضورها العمراني وفق آليات متطورة مواكبة للمستقبل.

@yousifalharbi