بيان بوبشيت - الدمام

مختصون: تحديد الأعمار المناسبة وتوفير مضامير آمنة أبرز الحلول

كشفت استشارية عظام الأطفال د. دلال بوبشيت، أن أنواع الإصابات التي يتعرض لها الأطفال بسبب الدبابات البرية، متعددة، من بينها جروح وسحجات، وكسور، وقد تصل إلى بتر الأصابع، بل وقد تودي بحياة البعض، كما حدث في إحدى الحالات السابقة في الدمام، إثر تعرضها إلى إصابة بالرأس.

قوانين واضحة

وأكدت أن من سبل تقليل الإصابات الناتجة عن ركوب الدبابات البرية، وجود قوانين واضحة لراكبيها، أبرزها: تحديد الأعمار المناسبة، وأن يكونوا في موقع مُضاء، إضافةً إلى توفير مضمار مخصص للفتيات؛ لتفادي مشكلة دخول أجزاء من العباءة داخل الدبابات.

صيانة مستمرةوأشارت إلى ضرورة الحرص على إجراء صيانة مستمرة للدبابات، وأن الإصابات مرتفعة في المنطقة، ناصحةً بوجود مضمار آمن في المنطقة الشرقية، كما هو الحاصل في أماكن متفرقة من مدن المملكة الأخرى.

تجارب مكررةولفتت إلى إجراء دراسة سابقة للكشف عن وعي الأهل بخطورة الدبابات البرية، وكشفت أن 80 % من الأطفال تعرضوا للإصابات، و70 % من الأهالي أجابوا بتكرار التجربة، والسماح لأطفالهم بالركوب، ما يعني أن الوعي قليل جدًا، موضحةً أن هناك دراسة أخرى تم إجراؤها في مستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر عام 2017، بينت أن الإصابات تصل إلى 1000 إصابة شهريًا.

ترفيه آمنوتابعت أنه بعد إطلاق مبادرة «ترفيه آمن»، انخفض عدد الإصابات لـ87 شهريًا في عام 2019، ورغم ذلك لا يزال هذا المؤشر مرتفعا، مضيفةً: «لاحظنا أن الإصابات قلَّت أثناء الجائحة ومن ثم عادت إلى الصعود بعد عودة الحياة إلى طبيعتها بدرجات متفاوتة، منها تنويم المصاب، أو إجراء عمليات جراحية، وأخرى نتج عنها بتر أطراف 12 طفلًا، ما تسبب لهم بإعاقة دائمة».

إلمام ووعيوبيّنت د. دلال، أن جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل أجرت استبيانًا لقياس مدى إلمام ووعي مستخدمي تلك الدبابات في أماكن متفرقة بشاطئ نصف القمر، ولوحظ أن السن المناسبة للركوب هي 12 سنة فما فوق، وتبيَّنَ أن اهتمامهم بملابس السلامة كان قليل جدًا بل ولم يكن يعلم البعض بوجودها برغم إصابة عدد كبير من أهاليهم إثر ركوب الدبابات.

نشاط سياحي

من ناحيته، كشف الناشط البيئي الوليد الناجم، أن الدبابات البرية نشاط سياحي ينتعش أكثر في موسم الربيع، والإجازات الصيفية، ولكنه يفتقد في مناطق التنزه إلى توافر اشتراطات السلامة بالمعدات والمكان.

ضوابط وإجراءات

وأضاف: «لفت انتباهي أثناء جولة عائلية وجود الكثير من المخالفات، التي تسبب خطورة للمتنزه، ولا بدّ من معالجتها قبل حدوث ما لا يُحمد عقباه من أجل سلامة الفرد والمجتمع، فهي من الجوانب التي يجب أن تقَنن لها ضوابط وإجراءات ومتابعة، كما يتم العمل به مع أصحاب المخيمات وعربات الأطعمة، وتختلف المخالفات من مركبة لأخرى، فبعضها متهالكة من ناحية الغطاء، وأخرى تُرِكت فيها فتحة تفريغ الوقود دون إغلاقها، ما يسبب خطورة على الراكب».

حوادث متوقعة

وتابع إن الحوادث تظل متوقعة نتيجة عدم صيانة الدبابات أو تجديدها، وتتمثل في حوادث اصطدام السيارات مع الدبابات، والانقلاب بسبب وجود مخلفات حجرية في الموقع، بالإضافة إلى التفاف اللبس الفضفاض بـ«زنجير الدباب» نتيجة تهالك الغطاء، وخروج البنزين على الوجه بسبب الغطاء غير المحكم، وتعبئة البنزين بطرق عشوائية، ما قد يؤدي إلى الحريق.

إجراءات السلامةوبيّن الناجم أن هناك إجراءات للمركبات والمكان، يجب الالتزام بها لسلامة المتنزه، تتضمن وضع حواجز حول المضمار؛ لمنع دخول السيارات، أو خروج الدراجات النارية لمَن هم أقل من 15 عامًا، ويُفضل أن تكون من الكفرات لامتصاص الصدمات، بالإضافة إلى توفير ملابس السلامة كغطاء الرأس، وأن يكون إلزاميًا لسلامة الأطفال، كذلك حفظ المواد الخطرة كالوقود والزيوت بمكان آمن وتعبئتها بطريقة صحيحة.

إجراءات التفتيشوشدد على ضرورة تطبيق الإجراءات التفتيشية من الجهة المسؤولة للدبابات والموقع، توفير حقيبة إسعافات أولية بالموقع، والعمل على تخصيص سجل للدبابات؛ لمعرفة صيانتها وعددها عند المالك، وتوفير الإنارة، والتأكد من سلامة الإطارات قبل استخدامها، وتحديد سرعة الدباب بحسب الفئة العمرية، ووضع مسافة آمنة بين أماكن الدبابات والنشاطات الأخرى كعربات الخيول والسيارات.

ترفيه ولعبفيما أكد المستشار الأسري والتربوي أحمد النجار، أن الأطفال وكل ما يتعلق بهم أمانة في أعناق أهاليهم، وحتى ما يتعلق بترفيههم ولعبهم لا بد أن يمر من تحت رقابة الأهل الذكية والواعية، فليس كل ما يرغب فيه الطفل لا بد أن يتوافر له، فالطفل لم يصل لمرحلة تخوله للاختيار السليم، والدبابات البرية تندرج تحت هذا المنطق، فهي خطرة للغاية وإصابتها المحتملة قد تودي بحياة الطفل، والطفل يختارها للهو والترفيه وهو غير مقدر لتلك الخطورة، وهنا يأتي دور الأهل.