غدير الطيار

حقيقة كان خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ، الذي وجه فيه لأعمال السنة الثانية من الدورة الثامنة لمجلس الشورى، وهو الخطاب الملكي السنوي المفصل لمواقف المملكة الداخلية والخارجية سياسياً وإداريا، قوياً ومنتظراً من كل فرد من أبناء هذا الوطن الشامخ، والكل كان متشوقاً له.

نعم من نِعم الله على عباده نعمة الإسلام ونعمة الأمن ونعمة الحكام، الذين يحكمون بالشريعة الإسلامية وكسعوديين نفرح ونسعد بما تنتهجه حكومة المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- من عملها بالشريعة الإسلامية، وكذلك العمل بمبدأ الشورى لقوله عز وجل: (وأمرهم شوري بينهم). فكان منهج بلادنا قائما على مبدأ الشورى.

نعم ها هي بلادنا قائمة على أصل الشريعة الإسلامية الكتاب والسنة، حقيقة خطاب سعد به الجميع، وأعتز به من ولي أمرنا وقائد مسيرتنا، حيث كان ملماً بكل جوانب الحياة، وألقى -حفظه الله- الخطاب الملكي السنوي خطابا كان شاملا لجميع ما يهم المواطن في حياته على كل الأصعدة السياسية منها والاقتصادية والاجتماعية، حيث اشتمل على مضامين كان في طليعتها التركيز على الأسس، التي قامت عليها المملكة وما اختصها الله وشرفها من رعاية للحرمين الشريفين وخدمتهما، ومسؤوليتها نحو ضيوف الرحمن وما وفرته الدولة لراحتهم، والحرص على أمنهم واستقرارهم، كما أكد -حفظه الله- القواعد والأسس والمنطلقات والمرتكزات، التي تقوم عليها بلادنا الحبيبة منذ تأسيس هذا الكيان العظيم على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه- حتى عهدنا الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، وحقيقة يؤكد الخطاب الثوابت الراسخة لتحقيق النماء والازدهار داخلياً، وتعزيز السلم والأمن في المنطقة والعالم.

تحدث عن رؤية المملكة 2030 من أجل وطن مزدهر يتحقق فيه ضمان مستقبل أبنائنا وبناتنا، وكذلك عن الإستراتيجية الوطنية للاستثمار، التي أطلقها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في 11 من أكتوبر الماضي، والتي تشكل أحد الروافد المهمة لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، وللسياسة الخارجية مكان وأهمية، حيث بيّن خادم الحرمين الشريفين -رعاه الله- أن المملكة ماضية في سياستها الرامية إلى دعم الأشقاء والأصدقاء ومناصرتهم ومؤازرتهم، ويتجسد ذلك من خلال نصرة الأشقاء في اليمن، والعمل على إيجاد الحلول السياسية وفقاً للمعطيات الخليجية والعربية والدولية، والتأكيد على وحدة الأراضي السورية، ومحاولة إيجاد حل سياسي للخروج بهذا البلد الشقيق من أزمته، وكذلك نصرة القضية الفلسطينية، وهي قضية المسلمين الأولى. وتجلى في خطاب ملكنا أهمية المواطن السعودي، وهو هدف التنمية الأول، وهذا أكبر دليل على أن اهتمام القيادة الرشيدة بالمواطن وثقتها في قدرته على العطاء، وأنه أهم عنصر من عناصر التنمية المستدامة، التي أضحت سمة مهمة من سمات العصر الزاهر في عصر الحزم والأمل، عصر الولاء في عهد سلمان السلام والعز، حيث جاءت كلمات الملك سلمان معبرة ومؤكدة توجه الدولة الرامي إلى تنويع مصادر الدخل، وهو توجه محمود يهدف إلى تجنيب المواطن المخاطر الاقتصادية، التي قد تواجهنا بسبب هبوط أسعار البترول، وحثه -حفظه الله- على تنوع مصادر الدخل لينعم المواطن بالاستقرار المعيشي.

وأننا نشعر جميعا بأن خطاب ملكنا في مجلس الشورى خطاب للجميع في هذا الوطن، ولمَن عاش على ترابه ونال من خيراته. كلمات وعبارات أحسست الجميع بعظم الأمانة الملقاة على عواتقنا جميعا في هذا البلد صغارا وكبارا رجالا ونساء مستشعرين بأهمية وجودنا على هذه الأرض بلاد الحرمين الشريفين، فمن واجبنا إذن أن نكون مخلصين في حبنا، وأن نوفي هذا الوطن جزءا ولو يسيرا مما أعطانا، وأن نتذكر دائما نِعم الله الكثيرة، التي تتفرد بها بلادنا الحبيبة على سائر بلاد الأرض، وفي مقدمتها تطبيق أحكام الدين الإسلامي الحنيف، وهو الدين الذي غرس فينا روح المحبة والمودة والإخاء والتعاون والتكاتف والتآزر، وهو دين الوسطية، ونبذ الغلو والتطرف والإرهاب بكل أشكاله. وكذلك نتذكر نِعم الأمن والأمان والاستقرار، وهي ركائز أساسية لرقي الشعوب وتقدمها. وكذلك ما منَّ الله به علينا من قيادة حكيمة واعية تبذل الجهد من أجل خدمة الدين والوطن والمواطن، وتسعى إلى ما يسعد المواطن في وطنه.

ونكرر (دمت يا وطني شامخاً).



Gadir2244@gmail.com