صالح بن حنيتم

إلى أين يتجه الغرب أخلاقيا، بعد أن حلق عاليا في عالم الصناعة والتقنية والاختراعات والمبتكرات وغيرها. ها هو يهوي إلى القاع على صفيح الحضيض بقبول الشذوذ ليصبح زواج الذكر من الذكر، والأنثى من الأنثى أمرا مباحا، وأصبحت لهم جمعيات للدعم والترويج ومسميات ومختصرات كـ(LGPT) و(جماعة ميم) أو (المثليين) لقبول مسمى الشواذ في المجتمعات وتلطيف الفاحشة ومراعاة لمشاعر مَن يرتكبها، والآن اعترفت بعض حكومات الغرب بزيجات الشواذ جنسياً، فقد شهدت أمستردام أول زواج رسمي بين الشواذ في العالم وسط حضور شخصيات بارزة من الوزراء وعلية القوم، وأذيعت مراسم ذلك الزواج على الهواء مباشرة! وبعد ذلك الحدث انفتح باب زيجات المثليين على مصراعيه، وفي خلال سنوات قليلة ارتفع العدد إلى أكثر من عشرة آلاف زيجة بين الشواذ.

ومن المفارقات في زمن العجائب، أن تجد قانونا يحفظ حقوق مَن خرج عن القانون، وفي ذات الوقت نجد القانون ذاته يجرم مَن لا يعترف بهم أو يستضيفهم مع كل حدث رياضي.

مَن يتابع توغلهم في وسائل الإعلام وتأثيرهم على بعض المنصات وشركات الإنتاج التليفزيونية، واستخدام شخصيات كرتونية شهيرة ومحببة لدى الأطفال ليصبح ذلك البطل من المثليين، فالأمر أبعد من مجرد حريات شخصية. فالجماعة لديهم أهداف لتدمير المجتمعات عن طريق تفكيك الأسرة، وفتح الأبواب للرذيلة والشذوذ، فلم تعد مكونات الأسرة من أب وأم وأطفال لديهم، بل أصبحت عبارة عن (ذكر مع ذكر) و(أنثى مع أنثى) وتزداد الحسرة أو الصدمة بجمعيات نذرت نفسها لدعم أهل الضلال والانحلال من الشاذين والشاذات، الذين ارتفع سقف مطالباتهم والاعتراف بهم خارج أوطانهم أينما حلو أو ارتحلوا، وتسن لهم قوانين خارجة عن القانون ومخالفة لسنن الكون والطبيعة البشرية، التي خلق الله الناس عليها، وتم لهم ذلك وأصبحت تلك المطالب من الماضي، حيث انتقلوا إلى مرحلة أخرى تتمثل في تأليب الرأي العام العالمي على كل مَن يلفظهم أو يرفضهم من الدول والجمعيات أو الفعاليات مستندين إلى ظهر جمعيات وهيئات حقوق الإنسان، التي لم ترع حق الإنسان وقيمته وكرامته في هذا الجانب.

من مطالبات جماعات المثليين غير المنطقية أن يرفع شعارهم في المناسبات الرياضية؛ لأنهم يعلمون جيدا أن وجود شعارهم دلالة على الاعتراف بهم، خاصة في البلاد الإسلامية والعربية، ومن هنا تبدأ مطالبات التعايش وقبولهم في المجتمعات ولن يتوقفوا عن رفع سقف مطالبهم، وستستمر عجلة الشواذ في الانطلاق إن لم تجد مَن يوقفها!

وعندما نتحدث عن منعهم في البلاد العربية والإسلامية قد تتعرض الحكومات في تلك البلدان لضغوط أو ابتزاز سياسي نتيجة رفض تواجد المثليين، ولكن على الحكومات أن تستند أولا على كتاب الله وسنة رسوله مخاطبين الغرب بنفس اللغة، التي يستخدمها عندما يكون الحديث عن الدستور والسيادة وحرية التعبير مع قوة إعلامية مضادة توضح للعالم أجمع أن ما ينادون به ترفضه جميع الأديان السماوية، التي تعتبر دساتير بعض الدول ثم الاستماع لصوت الشعوب لتخرج مخرج صدق من مأزق الشواذ، ومَن يقف خلفهم حينها تعلم تلك الحكومات والجمعيات الداعمة للرذيلة أن لدى تلك الحكومات دساتير تمنع المثلية، بل وتجرم مرتكبيها وأن شعوبها رافضة للشواذ، وهذه الجماعات المثلية غير مرحب بها لديهم، ويا دار ما دخلك (شاذ).

وبما أن آخر عائق رئيسي للمثليين هو العالم الإسلامي، كان شغلهم الشاغل كيف يجعلونه من الأمور المعتادة بعد أن استطاعوا ذلك في أمريكا وأوروبا، ففي عام 1987 قام كل من Marshall Kirk مارشال كرك، وHunter Madsen هنتر مارسن وكلاهما من المثليين بتطوير خطة إستراتيجية أطلقا عليها إصلاح أمريكا المستقيمة في عام 1987، وفي الحقيقة هي إستراتيجية إفساد ولكي نحمي المجتمعات الإسلامية نحتاج لتفعيل دور المسجد والأسرة والمدرسة، فخطب الجمعة مهمة في هذا الوقت أكثر من أي وقت مضى للحديث عن هذه الآفة وتكامل المهمة بين الأسرة والمدرسة مهم أيضا، فهذا الجيل المحاط بكل المخاطر يحتاج لأن يكون محصنا من خلال التوعية وزرع القيم، حفظ الله بلادنا من كيد الأعداء وحفظ شبابه وشاباته، فهم عماده وعدته.

Saleh_hunaitem@