بلومبرغ

تساءلت وكالة «بلومبرغ» الأمريكية عما إذا كانت فرنسا تعيش اليوم اللحظة التي قادت أنغيلا ميركل إلى مستشارية ألمانيا أو تلك التي دفعت مارغريت تاتشر لرئاسة الوزراء في بريطانيا.

وبحسب مقال «ليونيل لوران»، تصف فاليري بيكريس، المنتخبة من يمين الوسط الفرنسي لتحدي إيمانويل ماكرون في سباق الرئاسة العام المقبل، نفسها بأنها مزيج من أنجيلا ميركل ومارجريت تاتشر.

وتابع يقول: هذا حديث جريء لمرشحة تحصل على 10 % في استطلاعات الرأي، ويبدو أنها ستفشل حتى في الوصول إلى جولة الإعادة.

ومضى يقول: تبدو الوزيرة السابقة البالغة من العمر 54 عامًا والتي تطمح لأن تكون أول رئيسة دولة في فرنسا وكأنها شخص يخطط للتغلب على ماكرون في عقر داره.

وأردف يقول: يساعد الانقسام الثلاثي على فرص ماكرون في الفوز بإعادة انتخابه العام المقبل.

واستطرد: لطالما نظرت بيكريس إلى شاغل الوظيفة على أنه جواب فرنسا على رئيس وزراء المملكة المتحدة توني بلير، وحتى التقت بخلفه المحافظ ديفيد كاميرون للحصول على إرشادات حول كيفية الإطاحة بمنافس غارق في سياسة «الطريق الثالث».

ومضى يقول: لم يكن فوزها في حزب الجمهوريين نهاية هذا الأسبوع نسخة كاملة من نزعة «المحافظة المتعاطفة» التي تبناها كاميرون، لكنها توازن بين الخطاب المناهض للهجرة والإصلاحات الاقتصادية.

وأردف: مثل كاميرون وبلير، فإن تشابه بيكريس مع ماكرون هو الذي يجعلها تشكل تهديدًا، هذا إذا واجهت شاغل الوظيفة.

وبحسب الكاتب، فإنها سياسية لامعة تستمع للأصوات جيدا، وكما تحب أن تقول فإن فورة الإنفاق ذي الصلة بالوباء والذي قام به ماكرون دمرت أموال فرنسا.

وتابع: نظرا لخلفيتها الكبيرة وصلتها المؤسسية، سيكون من الصعب على ماكرون لعب ورقة التكنوقراط ضدها أو تصويرها على أنها راديكالية محفوفة بالمخاطر مثل العدوة اليمينية المتطرفة مارين لوبان.

وأضاف: ماكرون، المفضل حاليًا لدى وكلاء المراهنات ومنظمي استطلاعات الرأي للفوز العام المقبل، يعلم أن أكبر خطر على إعادة انتخابه يأتي من ميول الناخبين الفرنسيين بعد الوباء.

وأردف: وفقا لأحد الاستطلاعات، قد يصوت حوالي 56 % من الناس لمرشح يميني العام المقبل. واستغل ماكرون عدة نقاط للحديث ردًا على ذلك، من استعادة العظمة الصناعية الفرنسية إلى حث العاطلين عن العمل على العودة إلى العمل.

وأشار إلى أن التحدي الذي يواجه بيكريس في المستقبل يبدو هائلاً، لا سيما توحيد اليمين في فضاء متشظٍ ومتشدد بشكل متزايد حيث تنتشر الانقسامات حول أوروبا والاقتصاد والهوية في كل مكان.

وتابع: إن ميل اليمين الفرنسي إلى تقسيم نفسه إلى ثلاثة أقسام، محافظ وليبرالي وسلطوي، يظهر في العلن، ولم ينزل إلى الهامش، ويشكل تهديدًا لبيكريس.

وأضاف: قدر استطلاع أجري في نوفمبر أن حوالي نصف أصوات يمين الوسط ستذهب إلى بيكريس في الجولة الأولى، بينما ينقسم الباقي بين ماكرون وإريك زيمور، اليميني المتطرف الذي يدعو إلى «استعادة» البلاد من المهاجرين والمجرمين.

وبحسب الكاتب، وجد الاستطلاع الذي أجري في نوفمبر أن 60% من الفرنسيين يعتقدون أن أياً من المتنافسين الجمهوريين لم يكن لديه مقترحات ذات مصداقية في مجموعة من الموضوعات، من القوة الشرائية إلى الهجرة.

وأضاف: لم يحرز تركيز الحزب مؤخرًا على سياسات الهوية والقيم المحافظة تقدمًا في فرنسا المتغيرة.

وأشار إلى أن بحثا أجراه جان لوران كاسيلي وجيروم فوركيه أثناء فحص أنماط التصويت في منطقة الألزاس في عام 2019 أظهر أن المناطق الحضرية والمناطق السياحية وبلد النبيذ قد انتقلت إلى ماكرون، بينما كانت المناطق التي كانت ذات يوم مليئة بمصانع النسيج وتعدين البوتاس في أيدي لوبان.

ونوه بأنه من المرجح أن يكون رد بيكريس على هذه التحديات هو الاستمرار في مخاطبة كتلة ذوي الياقات البيضاء المؤيدة لأوروبا بقيادة ماكرون وكتلة ذوي الياقات الزرقاء اليمينية المتطرفة بقيادة لوبان، الذين سيواصلون تكثيف جهودهم لإبعاد الناخبين الجمهوريين.