علا عبدالرشيد - القاهرة

رؤية طموحة قادتها إلى الريادة بالشرق الأوسط

تولي المملكة اهتماما كبيرا بالأمن السيبراني لأنظمة التحكم الصناعي والتقنيات التشغيلية على مستوى الحكومة والمستثمرين والمشغلين، إذ تمتلك رؤية طموحة في هذا الاتجاه مع القفزة التي خططت لها وتحققها وصولا لتحقيق رؤيتها 2030 التنموية، وهذا ما أكده تنظيمها @Hack، أكبر فعالية مختصة في الأمن السيبراني على المستوى الإقليمي، والتي أقيمت في الرياض مؤخرا بحضور أكثر من 14 ألف زائر

السوق الأكبر

وفي هذا الاتجاه، وصف الخبير العالمي المتخصص في مجال الأمن السيبراني لأنظمة التحكم الصناعي والتقنيات التشغيلية، روبرت إم لي، اهتمام المملكة بالأمن السيبراني، أنه «فعال جدا»، موضحا أن هناك الكثير الذي يمكن عمله لحماية مجتمعاتنا من الهجمات السيبرانية، خاصة أن الجميع ليس بمأمن منها.

وقال إن غالبية دول المنطقة في المراحل المبكرة في مجال الأمن السيبراني، لكن المملكة لديها رؤية طموحة في موضوع الأمن السيبراني الصناعي، وتتخذ الإجراءات اللازمة في هذا المجال، مشيرا إلى أن السعودية خصصت في عام 2020 ميزانية بقيمة 102 مليار ريال (27.8 مليار دولار) لهذا المجال، حيث تشير التوقعات العالمية إلى نمو سوق الأمن السيبراني السعودي بمعدل نمو سنوي مركب قدره 16.5% بين عامي 2018 و2023، ليصبح بذلك السوق الأكبر للأمن السيبراني في الشرق الأوسط.

طلب متنامٍ وأشاد «روبرت» بما أحرزته السعودية من تقدم غير مسبوق في قطاع الأمن السيبراني، إذ احتلت المرتبة الثانية عالميا بين 193 دولة في محور التحسن المستمر في مؤشر الأمن السيبراني العالمي لعام 2021 بحسب الاتحاد الدولي للاتصالات التابع للأمم المتحدة، لتقفز بذلك 11 مرتبة مقارنة بنتيجتها في 2018، وأكثر من 40 مرتبة منذ إطلاق رؤية 2030، حيث كان ترتيبها 46 عالميا في نسخة المؤشر للعام 2017، مشيرا إلى أن توسع دراجوس التي يرأسها، في المملكة يلبي الطلب المتنامي بها وفي منطقة الشرق الأوسط على تقنيات وخدمات الأمن السيبراني الصناعي، في قطاعات الطاقة، والصناعة، والتعدين، والخدمات اللوجستية، حيث ستتم حماية هذه القطاعات من خلال تزويد الشركاء بأنظمة التحكم الصناعي التي توفر مراقبة فورية وموثوقة، لتصبح البيئات الصناعية أكثر ارتباطا وتعقيدا.

التكيف مع التحدياتوبشأن الفرص والتحديات بسوق الأمن السيبراني في السعودية، أجاب «روبرت» قائلا: «إن التحديات الموجودة في المملكة مماثلة لنظيرتها في مختلف أنحاء العالم، حيث ينظر مديرو أمن المعلومات إلى التقنيات التشغيلية ويتساءلون عن الطريق الذي يتعين علينا أن نتخذه»، موضحا أن الدول التي ستنجح في هذا المجال هي التي ستتبع نهجا مركزا ومتكيفا مع التحديات في مجال أمن المعلومات.

تطوير وتدريبوأوضح الخبير العالمي المتخصص، أنه حتى يتسنى للشركات في الشرق الأوسط أن توفر احتياجات الأمن السيبراني لأنظمة التحكم الصناعي والتقنيات التشغيلية، فمن المهم أن تكون لديها رؤية واضحة في شبكات التقنية التشغيلية والصناعية من أجل تحديد ما لديها، حتى تتمكن من حمايتها بشكل صحيح من الهجمات السيبرانية، فضلا عن المشاكل التشغيلية العامة، مشددا على أهمية تطوير وتدريب المواهب والكفاءات المؤهلة على بيئة أنظمة التحكم الصناعي، في شكل دروس منظمة ونقل المعرفة بين الخبراء والمتدربين، إذ إنه من خلال الخبرة الدراسية والجهود العملية المبذولة في المجال، سنتمكن من تمكين قوة عاملة من الخبراء لتلبية متطلبات الأمن السيبراني الصناعي.

الإنفاق العالميوأشار إلى تسارع نمو الإنفاق العالمي في قطاع الأمن السيبراني في مختلف أنحاء العالم، موضحا أن شركة «جارتنر» للأبحاث توقعت في شهر مايو الماضي أن ينمو الإنفاق العالمي على تكنولوجيا وخدمات أمن المعلومات وخدمات إدارة مخاطر التكنولوجيا بنسبة 12.4 % إلى 150.4 مليار دولار في عام 2021.