وليد الأحمد

رفعت المحلات في أمريكا الشهر الماضي لافتات «مطلوب مساعدة» «Help Wanted» لشغل 10.0 ملايين وظيفة شاغرة في قطاعات أعمال مختلفة بعدما سجل العمال عدد استقالات هو الأعلى في تاريخ إحصاءات العمل، التي بدأت في العالم 2000.

وإذا كان شهر أبريل من العام 2020 هو أسوأ شهر للموظفين بسبب موجة الإغلاقات، التي واكبت تفشي جائحة كورونا، وأدت لفقدان 20.5 مليون وظيفة حينها، فإن الأشهر الأخيرة من العام الجاري 2021 كان يشبه انتقام الموظفين بحسب وصف مجلة «التايم» الأمريكية التي حللت الرقم القياسي لأعداد الاستقالات في أغسطس الماضي، الذي بلغ 4.3 في مجموعة من الصناعات، وفقًا لتقرير صادر عن مكتب إحصاءات العمل (Bureau Labour Statistics). المفارقة أنه مع توافر أكثر من عشرة ملايين وظيفة شاغرة لا يزال 7.7 مليون شخص في أمريكا عاطلين عن العمل.

قد تبدو هذه الإحصائيات محيرة، خصوصاً حتى مع عدم اليقين الاقتصادي والوبائي، فالأمور بدأت تتحسن في أنحاء البلاد فالمدارس تفتح أبوابها واللقاح متاح على نطاق واسع، والأعمال التجارية آخذة في التوسع، والاقتصاد ينتعش.

لكن خبراء العمل يقولون إن هذه الصورة الوردية لا تأخذ في الحسبان مزاج الموظف، روبرت رايش، وزير العمل الأمريكي السابق في إدارة كلينتون اعتبر في حديثه للمجلة أن الموظفين لا يريدون العودة إلى وظائف مؤلمة أو مملة منخفضة الأجر وسيئة، فالعمال منهكون. في أعقاب الكثير من المصاعب والمرض والموت خلال العام الماضي.

أنتوني كلوتس أستاذ الإدارة في جامعة تكساس صاغ مصطلح «الاستقالة العظيمة» لوصف هذا المشهد، الذي اعتبر أنه قد يكون إيجابياً لإجبار الشركات ليس فقط على رفع الأجور وزيادة المزايا، بل أيضًا لتقديم المزيد من المرونة لجذب الموظفين والاحتفاظ بهم.

والخلاصة أن البحث عن السلام الداخلي قد يكون أثمن من المال، وأن البعض قد يفضل البقاء دون عمل كخيار أفضل من العمل في وظيفة لا يجد فيها الإنسان سعادته.

woahmed1@