صالح شيحة

لأن القرآن قد أخبرنا أن قلوب الكفار تتشابه في كل زمان ومكان، ولأننا يجب أن نعلم أن الحرب بين الإسلام وأعدائه باقية إلى يوم القيامة، لن تتوقف إلى أن يرث الله الأرض ومَن عليها، وجب علينا أن نوعي ونحذر أبناءنا، فقد كثرت الفتن، وأصبح الأمر يجعل أقوى الناس إيماناً من الخائفين أن يتغير قلبه أو أن تتغير عقيدته.

لقد تم تعريف القرآن من قبل العلماء أنه «كلام الله نزله على رسوله محمد -صلى الله عليه وسلم- بقصد التحدي والإعجاز ليبين للناس منهج الله».

وأعداء الإسلام يريدون أن يغيروا هذه الحقيقة ويحاولون بكل السبل أن يعلموا أبناءنا أن القرآن قد جاء به سيدنا محمد من عنده، وليس كما يقول إنه من عند الله.

أذكر لك اليوم بعض الأمثلة، التي تحدى بها القرآن أعداءه، واستطاع أن ينتصر عليهم بالدليل والحجة وصدق ومدى دقة ما جاء به من آيات تدل على أن القرآن قد جاء من عند الله.

أول الأمثلة هي ذكر القرآن للحرب، التي حدثت بعد سنين والإخبار بمَن سينتصر وهي حرب الفرس والروم في قول الله تعالى: (بسم اللَّه الرحمـٰن الرحیم الم ۝ غلبت الروم ۝ فی أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سیغلبون ۝ فی بضع سنین للَّه الأمر من قبل ومن بعد ویومىٕذ یفرح المؤمنون).

يقول الشعراوي -رحمه الله-، «إذا كان القرآن من عند محمد كما يدعون، ما الذي يجعله يغامر بنتيجة معركة ستحدث بعد سنين، ألم يكن من الممكن ألا تنتصر الروم، أو أن يتوصل الطرفان إلى صلح، وبذلك تضيع قضية الدين كله، ولكن لأن هو القائل والفاعل فإن ما جاء بالقرآن فإنه واجب الحدوث».

واقرأ معي حفظنا الله ورحمنا ونجنا من عذاب النار، قول الحق تبارك وتعالى: (إن الذین كفروا بـٔایـٰتنا سوف نصلیهم نارا كلما نضجت جلودهم بدلنـٰهم جلودا غیرها لیذوقوا العذاب إن اللّه كان عزیزا حكیما) أثبت العلم الحديث أن مراكز الأعصاب موجودة تحت الجلد مباشرة بحيث إذا احترق الجلد ضاع الإحساس بالألم، ولذلك ذكر الخالق الذي يعلم كل شيء بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب.

اللهم علمنا ما جهلنا ولا تتركنا للفتن، أكتب إليك هذه الكلمات حتى تكون على استعداد حينما يأتيك الأعداء بالأكاذيب فتكون محصنا بالحقائق، فلا تستطيع أن تتلاعب بك وتقوم بتغيير شيء من معتقداتك السليمة.

@salehsheha1