أمجاد سند - الدمام

«الذكاء» هو القدرة على التحليل والتركيب والاختيار، والتكيف مع المحيط والمستجدات حوله، ويُعرفه البعض أنه الإدراك الصحيح للأشياء وإنتاج ردود أفعال مناسبة، وقال مدرب تطوير الذات م. محمد بانقيطة، إننا عند الحديث عن مفهوم الذكاءات المتعددة، فإننا بداية نحتاج إلى معرفة المزيد عن الذكاء، موضحا أن فكرة الذكاء كانت قائمة على العمليات العقلية التي تستند إلى المعرفة والإدراك والاستدلال والعمليات الرياضية، وكان تقييم الشخص يبنى على مقدرته على ذلك.

وأضاف: «جدد العالم هاورد جاردنر مفهوم الذكاء الواحد والمستند إلى عمليات عقلية محددة، والتي رفض من خلالها هذه اختبارات السابقة، لأنها تصنف الأشخاص من منظور واحد من خلال كتابة أشكال العقل البشري، وقدم بعد دراسات وأبحاث لإثبات نظرية «الذكاءات المتعددة» التي تبنى على عدد من الأسس، وهي أن الذكاء عبارة عن مجموعة من الذكاءات قابلة للنمو والتطور، وتختلف الذكاءات في نموها داخل الفرد، ويمكن تنميتها بدرجات متفاوتة حسب البيئة، كما يمكن تحديد وقياس أنواع الذكاءات والقدرات المعرفية التي تقف وراء كل نوع.

وأوضح أنه توجد 9 أنواع من الذكاءات حسب النظرية التي وضعها جاردنر، «الذكاء اللغوي» أو ذكاء الكلمات الذي يتضمن القدرة على استخدام الكلمات للتعبير عن الأفكار والمشاعر، ومن يمتاز به يقدر الكلمات والمعاني والمرادفات، ويظهر عند المؤلفين والمحررين وكتَّاب المحتوى والمقدمين.

الذكاء الثاني هو «المنطق الرياضي»، فيمتاز به من يتعاملون مع الأرقام والأفكار المعقدة والتفكير الاستقرائي والاستنتاجي والتفكير بشكل نظري، ومجرد إضافة إلى حل الألغاز والمسائل الرياضية، وتجده عند علماء الرياضيات والمحققين، والذكاء الثالث هو «الموسيقي أو الإيقاعي» لمن لديهم حس عالٍ بالموسيقى والألحان والإيقاع والقدرة على تمييز الأصوات، تجدهم يحبون العزف على الآلات الموسيقية والدندنة، وهذا النوع من الذكاء نجده عند المغنين والملحنين، والذكاء الرابع هو «الذكاء البدني أو الجسدي»، ويتمثل في القدرة على استخدام الجسد للتواصل والتحديات وحل المشاكل، واستخدام حركات اليد والإيماءات وتعبيرات الوجه، ونجد من يمتاز به يفضل التعلم من خلال الحركة واللمس والعمل، ونجده عند الجراحين والرياضيين والنجارين.

ويسمى الذكاء الخامس «الذكاء البصري» لمن لديه القدرة على التخيل والرسم واستخدام الألوان، والذكاء السادس هو «الذكاء الاجتماعي»، ويتسم بالقدرة على التعامل الجيد مع الآخرين وفهمهم، كما يعرف من يتميز بالذكاء السابع وهو «الشخصي أو الذاتي»، بالقدرة على فهم الذات واتخاذ القرارات والخطط، ونجده عند علماء النفس والفلاسفة والعلماء.

‏أما الذكاء الثامن فهو «الطبيعي»، الذي يتمثل في القدرة على الانسجام مع الطبيعة والأنواع التي تؤثر فيها‏، ونجده عند المزارعين وعلماء الجيولوجيا والبيئة، ويتمثل الذكاء التاسع وهو «الكوني»، بالقدرة على فهم المعاني والتعمق فيها وطرح الأسئلة العميقة والفلسفية والنظر إلى الموضوع من زوايا مختلفة.