أكابر الأحمدي - جدة

يوفر منصات راقية لمتذوقي الفنون بالمملكة ويسهل التواصل مع تشكيلي العالم

يستقبل معرض بينالي الجنوب الدولي للفن المعاصر «بينالسور» زواره في محطته الثانية بقصر خزام بمدينة جدة، تحت عنوان «أصداء: عالم بين التماثلية والافتراضية»، ويحتوي البينالي على أكثر من 30 عملا لفنانين من مختلف جنسيات العالم من بينهم 5 فنانين سعوديين، وتتناول الأعمال الفنية المشاركة عددا من المحاور تتضمن: الوعي البيئي، وطرق العيش، والسياسة الفنية، والعبور والهجرات، واحتلت أعمال الفنانين السعوديين مكانا مميزا بين الأعمال العالمية المشاركة، وتضمنت الأسماء مشاركة كل من: مهند شونو ولينا قزاز وعهد العمودي وفلوة ناظر ودانية الصالح، وترجع أهمية المعرض إلى توفير منصات إبداعية راقية لمتذوقي الفنون في المملكة، وإيجاد فرص التواصل بين المبدعين السعوديين ونظرائهم في العالم.

تجربة متغيرة

قالت الفنانة فلوة ناظر: سعيدة بالمشاركة في المعرض، وأكثر ما أعجبني فيه أن تجربة المتلقي تتغير مع العمل نفسه إلى حد ما على حسب المكان أو المساحة التي يعرض فيها، ففي قصر خزام كان لعملي «داخل الطية» إحساس مختلف عن غيره من الأماكن، كما أن مشاركة الفنانين السعوديين مع فنانين من مختلف أنحاء العالم تمثل تجربة ثرية للجميع، فيها تبادل فكري وثقافي مهم.

وعن العمل الذي قدمته أضافت: عملي «داخل الطية» مكلف من المجلس الفني السعودي في جدة لمعرض «أيتها الأرض» عام ٢٠٢٠، وهذه هي المشاركة الثانية لهذا العمل مع وزارة الثقافة في معرض «بينالسور»، ويناقش «داخل الطية» آلية المحاكاة من زاوية نفسية اجتماعية، استنادا إلى أبحاث المفكر وعالم الاجتماع والناقد الفرنسي روجيه كايوا في المحاكاة، فإن هذا العمل المركب مستوحى من تلك الدراسات الخاصة ‏بحالة الاضطراب الذهني الذي يصفه هو بـ«الوهن النفسي الأسطوري» الذي يشبه فيه طريقة التمويه التي تلجأ إليها بعض الحشرات كتكتيك دفاعي بالشخص المضطرب ذهنيا العاجز عن تحديد مكانه في الفراغ، ويشير كايوا إلى أن ‏المحاكاة على هيئة التمويه ليس لها قيمة في مسألة البقاء ولا توفر الحماية، بل على العكس يمكنها أن تعرض الحشرات للخطر، ‏وبدونه ستكون في مأمن من الحيوانات المفترسة، وبينما تبدو حالة «الوهن النفسي الأسطوري» مثالا متطرفا يصف الخلل في العلاقات بين الشخصية والفراغ المحيط، فإنني استخدمها هنا كبوابة لاستكشاف سلوك الأشخاص في المجتمع، وأناقش قيم المطابقة والتقليد وتأثيرها على الفردية، وما إذا كانت المطابقة في نهاية المطاف تدعم استدامتنا.

دعوة للتفاعل

وتابعت: شكل العمل مستوحى من بعض الحشرات التي تحاكي بيئتها الموجودة في المملكة، مثل الجراد الصحراوي والعتة الصقرية، وأيضا من خطوط وبترونات بعض الأزياء التقليدية للرجال والنساء، ولتعزيز دور التمويه في خلق هذا العمل اخترت عددا من المنسوجات القطنية البيضاء التي تحاكي الجدار المعلق عليه العمل‏، و«داخل الطية» يدعو الزائر إلى التفاعل والدخول في تجربة مجسدة، ليستشعر موقعه في الفراغ على نحو أكثر وعيا، وفي النهاية فإن الغرض هو التأمل في حالة الوجود والهوية الذاتية.

اختيار القصر

‏وتحدثت الفنانة المشاركة لينا قزاز قائلة: أشكر القائمين على معرض «بينالسور» ووزارة الثقافة؛ لإتاحة هذه الفرصة للمشاركة، البينالي فرصة مميزة لمشاركة الفنانين السعوديين لما يمثله من تبادل ثقافي وبناء جسور صداقة مع العالم، على أساس تفهم ومعرفة الآخر، وجميع الأعمال المعروضة على مستوى عالٍ من حيث الفكرة والإبداع الفني والتناغم فيما بينها، وكذلك التناغم مع المكان، إذ إن شخصية وجمال قصر خزام أصبحا جزءا من كل عمل فني في المعرض، لهذا أهنئ الوزارة على اختيار القصر.

خواص الضوء

واستكملت حديثها قائلة: أما عملي فهو عبارة عن «غرفه النور والظل»، وهو جزء من دراسة أوسع بعنوان «الضوء إلى فكرة» تحتوي على فيلم قصير ورسوم بالحبر وطباعة ومجسمات زجاجية في جزء من الثانية، وفكرة العمل تعتمد على طبقات الكون وخواص الضوء على أساس الفيزياء الكمية، وآية «الله نور السموات والأرض» من سورة النور آية 35، واكتشافات ابن الهيثم وهيوبل وويزل، وعملية الإبصار الفسيولوجية.

البينالي يضم 30 عملا لفنانين عالميين من مختلف الجنسيات

جمال قصر خزام أصبح جزءا مهما من كل عمل بالمعرض

يمثل تجربة ثرية للمشاركين لما فيه من تبادل فكري وثقافي